تتوفر الحظيرة الوطنية ب"بلزمة" بولاية باتنة والتي تتربع على مساحة 26250 هكتار على العديد من النباتات الطبية التي تبقى في حاجة إلى تثمين بالنظر إلى قيمتها الطبية لاسيما في صناعة الأدوية ومواد التجميل واستعمالات أخرى كثيرة .وأوضح رئيس قسم التوجيه والتنشيط بهذه الحظيرة السيد "عبد الحفيظ حمشي" المختص في النباتات أنه تم بهذه الحظيرة إحصاء 120 نبتة طبية ذات مواصفات مميزة مشيرا إلى أن عدد النباتات الطبية المستعملة والمعروفة لدى السكان المجاورين للحظيرة يفوق 150 نبتة. وأكد نفس المصدر لوكالة الأنباء الجزائرية أن موقع الحظيرة بين منطقتي الأطلس التلي والأطلس الصحراوي ساعد على تنوع غطائها النباتي وانفرادها ببعض أصناف النباتات والشجيرات الطبية وفي مقدمتها نبتة "روزا كانينا" التي لا توجد إلا في حظيرة "بلزمة" وهي ذات أوراق مقوية ومنشطة تستعمل كمنقوع معروف بغناه بفيتامين "س". ومن الشجيرات المعروفة في هذا المجال لدى السكان بالمنطقة شجيرة "الضرو" ( يطلق عليها محليا بثيلقت) حيث تغرس أوراقها وتستخرج من الثمرة الزيت وتستعمل عموما لمعالجة أمراض الجهاز الهضمي مثلها مثل نبتة الرطم وكذا نبتة العرعار التي تستخرج منها زيت الكاد المستعملة في صناعة مواد التجميل والشرايين الذي تؤكل ثماره لاحتوائها على فيتامين س ويستعمل لمعالجة أمراض اللثة ومن طرف البياطرة لمعالجة داء الجرب عند الحيوانات. ومن الأعشاب الطبية التي تتوفر عليها حظيرة بلزمة أيضا حسب ذات المصدر شجيرة "لا ستراقال" التي تستخدم لإزالة بحة الصوت وتثبيت النسبة العادية للسكر في الدم وكذا شجيرة "لاباردان" ذات الاستعمالات المتعددة منها مقاومة البكتيريا وتخفيض حرارة الجسم وكذا "لابوراج" التي يستخرج منها زيت معروف باسم النبتة الغنية بفيتامين ف وحمض "قاما" ومن خاصياتها الطبية تجديد نسيج خلايا الجلد . وتبقى هذه النباتات على الرغم من ثبوت نجاعتها في الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب لدى السكان المجاورين للغابة وكذا قاطني المناطق الريفية ذات استعمال جد محدود ويقتصر على مستعمليها المباشرين أو باعة الأعشاب الذين تزايد عددهم في السنوات الأخيرة لكثرة الطلب المسجل عليها حتى في المدن الكبرى . وحسب نفس المصدر فان هذه النباتات لم تلق لحد الآن اهتماما كبيرا من طرف المستثمرين أو أصحاب المخابر لتثمينها واستغلالها في مجال صناعة الأدوية و مواد التجميل. ومن جهته أكد مدير نفس الحظيرة الوطنية أنه بالإمكان مساعدة الشباب الراغب في انشاء تعاونيات قصد إعادة غرس هذه النباتات أو تكاثرها وهي الطريقة الأنجع في استغلال هذه النباتات التي توجد في حظيرة تمتد عبر ثماني بلديات في الولاية، و أغلب هذه النباتات الموجود بكثرة بالحظيرة هو نادر في المناطق المتبقية من الوطن في حين تواجه نباتات أخرى خطر الاندثار بفعل التقلبات الجوية التي تشهدها المنطقة منذ العشرية الأخيرة.