دعا وزير الفلاحة و التنمية الريفية رشيد بن عيسى يوم الأربعاء البياطرة إلى مرافقة المربين في مكافحة الأمراض الحيوانية و الوقاية منها و الاستجابة للحاجيات المتزايدة للتكفل بالماشية. و اقترح الوزير خلال الأيام التاسعة للعلوم البيطرية حول "الأمراض المتنقلة: أثر على صحة الانسان و الحيوان" أنه "ينبغي على البياطرة الاستجابة لحاجيات المربين و مرافقة تطور الانتاج الحيواني". و اعتبر أن أغلبية الماشية الوطنية توجد في صحة جيدة و لضمان استمرار ذلك "ينبغي الوقاية على كافة المستويات" من خلال تعزيز أعمال الوقاية من الأمراض الحيوانية و مكافحتها التي تنجز في إطار برامج مختلفة وضعتها السلطات العمومية. و أضاف أنه "يتعذر تحقيق الانتاجية في غياب صحة جيدة للماشية" مؤكدا أنحاء العالم". و ذكر الوزير بالدور "الهام" الذي تلعبه المصالح البيطرية في سياسة التجديد الفلاحي و الريفي مشيرا إلى أن الانتاج الحيواني يمثل 50 بالمئة من الانتاج الفلاحي. و من جهته أكد مدير المدرسة الوطنية العليا للبيطرة السيد لوردي غزلان على أهمية هذه الأيام التي تتمحور حول الأمراض المعدية التي "تمثل اليوم على المستوى العالمي رهانا علميا و اجتماعيا بالغ الأهمية". و أضاف أن هذه الأخيرة "ترد ضمن الأمراض المثيرة للانشغال سواء في مجال الصحة البشرية أو الحيوانية" مسجلا أن "انعكاساتها لها أثر على الصحة و كذا على التنمية الاجتماعية الاقتصادية للبلدان التي تعاني منها". و أوضح مدير المصالح البيطرية بالوزارة السيد رشيد بوقدور ان الليشمانيوز يعد من بين هذه الامراض المتنقلة إلى الانسان مشيرا إلى صعوبات التخلص من هذا المرض بالرغم من الجهود المبذولة في مجال محاربة الحشرات. و أوضح أن الليشمانيوز الجلدي ينتقل من باعوضة لدى لسعها للقوارض ثم الانسان مضيفا أن الأمراض المتنقلة "منتشرة بكثرة" في شمال افريقيا. و كانت موريتانيا قد عرفت خلال سنة 2010 مرض حمى الواد المتصدع التي تصيب الانسان انتقالا من الحيوانات حيث تم تسجيل حالات وفاة بهذا البلد المجاور للجزائر. كما ذكر بوقدور بحمى النيل (فيروس غرب النيل) التي ظهرت منذ ثلاث سنوات بالمغرب و تونس مشيرا إلى اهمية متابعة هذه الأمراض و مراقبتها "عن قرب". و توجد أمراض أخرى تصيب الحيوانات فقط على غرار مرض اللسان الأزرق التي انتشرت بمنطقة المتوسط و طاعون المجترات الصغيرة التي ظهرت بالمغرب منذ ثلاث سنوات و انتقلت إلى تونس هذه السنة كما احصت الجزائر حالات لحاملي هذا المرض. و أضاف أن ذلك لا يعني أننا "في منأى عن هذا المرض". كما يهدف هذا اللقاء حول الامراض الحيوانية حسب المنظمين إلى تحسيس السلطات العمومية بأهمية "تسخير الإمكانيات المادية و البشرية اللازمة و التي من شأنها وضع سياسة وطنية لمكافحة هذه الأمراض و الوقاية منها". و سيخرج اللقاء يوم الخميس بتوصيات سترفع إلى مسؤولي القطاع.