أعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية يوم الخميس بالجزائر العاصمة عن إنشاء مرصد وطني لمواجهة الكوارث الطبيعية ذات المخاطر الكبرى. وأوضح ولد قابلية في رده على سؤال النائب وهاب قلعي بخصوص الإجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة الكوارث الطبيعية على خلفية ما عاشته ولاية سكيكدة بداية شهر فبراير الماضي بأن قطاعه سيقدم يوم الاثنين المقبل أمام مجلس الوزراء مشروع مرسوم جديد خاص بمواجهة الكوارث الطبيعية. ويتضمن هذا المشروع --حسب وزير الداخلية-- إنشاء مرصد للكوارث الطبيعية الكبرى يشمل كل التدابير التي ينبغي اتخاذها لمواجهة كل أشكال الكوارث الطبيعية بما فيها الفياضات. وذكر ولد قابلية بأن هذا الإجراء يضاف الى سلسلة التدابير الوقائية المتخذة من طرف الجهات المعنية بغرض التقليل من حجم الأخطار استنادا الى التجربة المعاشة في ولاية سكيكدة. وأضاف نفس المسؤول أن من بين هذه الاجراءات احصاء كل النقاط السوداء عبر مختلف بلديات الولاية المتضررة لمعالجتها وتحسين شبكة مجاري المياه اضافة الى برمجة انجاز سد رمضان جمال الواقع في واجهة سد زردازة بسعة 72 مليون متر مكعب وسد شرشار بمنطقة بوشطاطة بسعة 8 مليون متر مكعب لحمابة مدينة سكيكدة من الفياضانات. وحسب الوزير فقد تم تسجيل أيضا عدة عمليات تتعلق بتنقية وتنظيف سد زردازة من الطمي والأوحال وانجاز محطتين للرفع من مستوى حي مرج الزين بسكيكدة وكذا انجاز الحواجز على مستوى وادي الصفصاف. كما تمت برمجة لقاءات مع الوكالة الوطنية للسدود من أجل التسيير الجيد لعملية تسرب المياه ورصد أغلفة مالية على حساب ميزانية الولاية للقيام بتهيئة وحماية مدينة سكيكدة من الفياضات. وبخصوص انشغال نائب المجلس الوطني الشعبي الخاص بما تعرضت اليه مدينة سكيكدة يوم 2 و3 فيفري الماضي استعرض دحو ولد قابلية الجهود المبذولة من اجل التكفل بالعائلات المنكوبة وابعاد الخطر عن كل المنشآت والمرافق العمومية. وذكر بالمناسبة بان السلطات المحلية قامت انذاك بتشكيل خلية أزمة على مستوى الولاية وخلايا أخرى على مستوى الدوائر والبلديات "مما ساعد --حسبه-- على تجنيد وتسخير عمليات التدخل للمرافق المعنية وفقا لطلبات النجدة". واعتبارا للوضعية "الخطيرة" للمنطقة من إرتفاع لمنسوب مجرى وادي الصفصاف وإنزلاق التربة ووقوع فياضات على مستوى منخفض سهل الصفصاف الواقع جنوب وشرق مدينة سكيكدة أقدمت السلطات المحلية بمساهمة افراد الجيش الوطني على عمليات التدخل بالتكفل الفعلي بالعائلات المتضررة والمنكوبة وابعادها عن الاخطار. وقد شملت العملية إجلاء 166 عائلة من منازلها في عدة بلديات واستفادة 140 شخص حاصرتهم المياه وتوزيع أغطية وأفرشة ووجبات غذائية. وموازاة مع هذا ذكر وزير الداخلية بانه تم اتخاذ عدة تدابير تمثلت اساسا في التدخل الفوري لفرق الصيانة والنظافة بغرض اعادة تشغيل الابار ومحطات ضخ المياه واعادة الكهرباء والغاز وتزويد المواطنين بالمياه الصالحة للشرب. كما تمثلت الاجراءات --حسب الوزير-- في القيام باستطلاعات للحماية المدنية على طول وادي الصفصاف وتصليح البلوعات ومجاري المياه مما ساهم بقسط وافر وفي زمن قياسي في عودة الحياة الى طبيعتها.