انتقدت الحكومة الليبية بشدة القرار الذي تمخض عن اجتماع مجوعة الاتصال الدولية حول ليبيا والقاضي بدعم المتمردين الليبيين ماليا واعتبرته "عملية قرصنة " ومساسا بسيادتها. فقد اعتبر خالد الكعيم نائب وزير خارجية ليبيا أن بلاده لا تزال بموجب القانون الدولي دولة ذات سيادة ولا يجوز استخدام أموالها وأرصدتها لمساعدة الخارجين عن الدولة واصفا تقديم أموال الحكومة المجمدة لها في الخارج للمتمردين ب "عملية قرصنة". وفي تعقيبه عن قرار مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا باستخدام الأصول المالية لطرابلس لتمويل المتمردين أن أي استعمال للأصول المجمدة (في الغرب) سيكون على غرار عمليات القرصنة في عرض البحر. واعتبر كعيم أن المتمردين ليسوا كيانا قانونيا أودولة وليبيا ليست مقسما وفقا لاستفتاء أو قرار للأمم المتحدة. وقررت مجموعة الاتصال امس بروما توفير مساعدات مالية للمجلس الوطني الانتقالي, الذي يتخذ من مدينة بنغازي مقرا له, من أموال نظام قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي المجمدة وخاصة في الولاياتالمتحدة. وقررت مجموعة الاتصال انشاء "الية التمويل المؤقتة"التزمت الدول بالتبرع من خلالها للمتمردين الذين قالوا انهم يحتاجون ما بين ملياري وثلاثة مليارات دولار. وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد جمدت 30 مليار دولار في حساب تملكه الحكومة الليبية في الولاياتالمتحدة. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في روما امس ان بلادها تحاول فك تجميد بعض الاموال لدعم المتمردين الذين ظلوا غير قادرين على تحقيق مكاسب على الارض رغم الغطاء الذي يوفره الناتو لهم عبر الغارات الجوية على حد قولها. وغداة قرار مجموعة الاتصال الدولية هذا صرح مايكل مان المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون اليوم الجمعة أن المشاورات تجري حاليا من أجل بلورة الآلية المالية المؤقتة لمساعدة "المعارضة الليبية" وجعلها أمرا فاعلا. أما رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى جين بينغ فقد اعرب في اجتماع روما عن قلقه من ان يصبح للازمة الليبية المتفاقمة اثار خطيرة على المنطقة و دعا إلى ايجاد حل سريع للازمة. و أشار بينغ إلى ان دول الاتحاد الافريقى " تتحمل اثقل الأعباء مع خطر تحول التوترات الاجتماعية إلى ازمة سياسية " ودعا إلى اطلاق حل سياسي نظرا لان " استخدام القوة وحده لن يؤدى مطلقا إلى اية نتائج تستمر طويلا ". واختتم اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا امس بدعوات إلى انهاء العنف فى هذا البلد في انتظار اجتماع ثاني لها بابو ظبي. ويعد اجتماع روما الذي شارك فيه وزراء خارجية وممثلون عن منظمات دولية الثاني للمجموعة بعد الاول الذي انعقد منذ ثلاثة اسابيع في الدوحة. وجددت روسيا اليوم ثبات موقفها الرافض لشن عملية عسكرية برية من جانب قوات التحالف الدولى فى ليبيا. و أوضح وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى تصريح بهذا الصدد أن قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1973 يستبعد إمكانية تنفيذ عملية برية فى ليبيا مشددا على أن مجلس الأمن الدولى هو الذى يتابع تنفيذ قراراته ولم يفوض مجموعة الإتصال الدولية الخاصة بليبيا ولا أي جهة أخرى للقيام بذلك. و يذكر أن روسيا كانت قد إمتنعت عن التصويت على القرار 1973 , كما إنتقد رئيس وزرائها فلاديمير بوتين العمليات العسكرية التى ينفذها التحالف الدولى فى ليبيا بوصفها تجاوزا لمضمون القرار. وفي انقرة جددت وزارة الخارجية التركية دعوتها اليوم إلى ضرورة وقف إراقة الدماء في أقرب وقت ممكن في ليبيا. واقترح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الشهر الماضي خارطة طريق لانهاء الحرب في ليبيا والتي ستضمن وقف إطلاق النار وانسحاب قوات القذافي من المدن المحاصرة.