الجزائر - تشهد الأزمة الليبية بكل تطوراتها تحركات دبلوماسية على أكثر من صعيد حيث قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ال27 اليوم الاثنين في بروكسل تشديد العقوبات على النظام الليبي فيما ترى موسكو ضرورة اشراك كافة القوى السياسية بالبلاد لتسوية النزاع. وفي هذا الصدد أعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل "عن إدانتهم لاستمرار القمع ضد المدنيين من جانب نظام القذافي". وأكدوا ان الاتحاد الأوروبى مستمر فى فرض عقوبات إضافية على الشخصيات الليبية". وعلى صعيد المساعي الدبلوماسية لايجاد مخرج للازمة الليبية أكدت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف اليوم "بأن قائمة المشاركين في المحادثات حول تسوية النزاع في ليبيا يجب أن تضم ممثلين عن كافة القوى السياسية" في البلاد. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للانباء عن لافروف تأكيده على"ضرورة التنسيق في هذه المرحلة بشأن قائمة القوى السياسية التي ستشارك في المفاوضات المستقبلية". وطالب لافروف مؤخرا بعدم تجاوز قراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973 بشأن ليبيا مؤكدا على ضرورة أن يجري تطبيق قراري مجلس الأمن في إطار الصلاحيات التي ينصان عليها. وكان لافروف قد قال فى تصريحات صحفية في مدينة ألما آتا الكازاخية أن مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا "ليست شرعية وبأن روسيا لا تنوي الانضمام إليها وانها مجموعة استحدثت بناء على مبادرة من قبل أعضائها أنفسهم الذين يدعون أن مجموعتهم أصبحت الية مسؤولة عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا وبالتالي فإنها تفتقر إلى الشرعية". وفي تركيا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اليوم في انقرة مع مصطفى عبد الجليل رئيس "المجلس الوطني الانتقالي" الذي شكله المتمردون في ليبيا وبحث الطرفان الوضع في البلاد. ومن المنتظر ان يجتمع عبد الجليل في وقت لاحق أيضا مع الرئيس التركي عبدالله غول ووزير الخارجية احمد داود أوغلو. بدورها طلبت عدد من الدول الأفريقية خلال اجتماع اللجنة السياسية لحركة عدم الانحياز اليوم على مستوى كبار المسؤولين ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا والتعامل الفوري مع الأوضاع والجوانب الإنسانية والدخول في مفاوضات جادة بين مختلف أطياف الشعب الليبي بهدف التوصل لاتفاق سلمي عاجل وشامل. ومن ناحية أخرى إعتبرت الخارجية الامريكية فى بيان لها اليوم بمناسبة زيارة يقوم بها احد مسؤوليها لمدينة لبنغازى "ان على العقيد معمر القذافى ان يتنحى ويغادر ليبيا". وان "الولاياتالمتحدة مصممة على حماية المدنيين الليبيين". وكان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفرى فلتمان وصل الليلة الماضية إلى بنغازي والتقى مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الذي شلكه المتمردون ضد نظام القذافى .ومن المقرر ان يغادر فلتمان ليبيا غدا الثلاثاء. وأدان النظام الليبي بشدة اليوم افتتاح مكتب للاتحاد الأوروبى في مدينة بنغازى معقل المتمردين شرق ليبيا مؤكدا أن هذه الخطوة تستهدف التقسيم. وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية استغربت أمس الاحد الزيارة التي قامت بها كاترين اشتون الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية بالاتحاد الأوروبي إلى مدينة بنغازي معقل المتمردين واعتبرت انها تستهدف تقسيم ليبيا. وحذرت الخارجية الليبية من ان زيارة " اشتون " لبنغازي وافتتاح مكتب للاتحاد الاوروبي بها ستؤثرعلى علاقات ليبيا بعدد من دول الاتحاد ومؤسساته. و أوضحت الخارجية الليبية في بيان نقلته وكالة الجماهيرية للانباء (أوج) ان زيارة اشتون لبغازي "تعطي الانطباع بالاعتراف بكيان غير شرعي وتستهدف تقسيم ليبيا وهذا مخالف لقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 1970 و 1973 اللذان يؤكدان على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها ". وأكد نفس المصدر إن النظام الليبي يرى أن "الدور الحقيقي" الذي يجب أن يضطلع به الاتحاد الأوروبي هو "المساهمة مع بقية أعضاء المجتمع الدولي في البحث عن حل سلمي يحقن دماء الليبيين ويعزز وحدة ليبيا وسلامة أراضيها طبقا لنصوص قراري مجلس الأمن الدولي ". وعلى الصعيد الامني افادت مصادر صحفية ان معارك جرت اليوم بين القوات الموالية للقذافى و المتمردين في ضواحى غرب وجنوب مدينة مصراتة مضيفة أن دوي الانفجارات يسمع من منطقة الميناء. وكانت قوات حلف شمال الاطلسي (الناتو) شنت ليلة السبت إلى الأحد غارات على ميناء طرابلس و على مقر اقامة القذافي قرب وسط العاصمة الليبية.