استدعت التطورات الميدانية في ليبيا تكثيف الجهود والتحركات الدولية في طرح كافة الخيارات الممكنة لاحتواء الازمة الليبية بما فى ذلك انشاء منطقة حظر جوى فوق ليبيا في انتظار موقف أوروبي موحد بشأن الازمة. ويعقد البرلمان الأوروبي يوم الأربعاء جلسة خاصة حول الوضع في ليبيا في الوقت الذي يطالب فيه النواب الأوروبيين بضرورة تقديم دعم مباشر ل ا"لمجلس الوطني الانتقالي"- الذي شكلته المعارضة الليبية في مدينة بنغازي شرق البلاد لإدارة شؤون المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين للنظام اللليبي- وحماية المدنيين الليبيين من أعمال العنف. ومن المقرر أن يصوت البرلمان الاروبي على لائحة دعم للشعب الليبي ستنقل أمام قادة الاتحاد الأوروبي بعد غد الجمعة في القمة المقررة في بروكسل والمكرسة بشكل شبه تام لمواكبة التطورات في ليبيا. و يجري رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومباي محادثات اليوم في باريس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبحث موقف أوروبي موحد بشأن الوضع في ليبيا و التنسيق حول ما يمكن للاتحاد الأوروبي أن يضطلع به في هذه المرحلة الدقيقة من الأزمة الليبية. وقد اتخذ الاتحاد الأوروبي العديد من التدابير ضد النظام الليبي ودعا رسميا إلى ضرورة مغادرة قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي سدة الحكم ووقف أعمال "القمع" ضد المدنيين. وقبل يومين من انعقاد قمة لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل طالب البرلمان الأوروبي اليوم الاتحاد الأوروبي بالاعتراف ب"المجلس الوطني الانتقالي" الذي شكلته المعارضة في ليبيا حيث أبدى قادة اكبر كتل سياسية في البرلمان الأوروبي تأييدهم لهذا الطلب لكن بعضهم ابدى تحفظا وذلك خلال اجتماع حضرته وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون. و أكد مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل إن غالبية الدول الأوروبية تتجه لا" الاعتراف رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي" بعد مهمة المبعوثين الليبيين من المجلس الذين سيلتقيان غدا الخميس عدد من رؤساء الدبلوماسية الأوروبية ومن بينهم وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه. ولا تزال اليونان وهولندا وبلغاريا ومالطا وايطاليا الدول الأوروبية من بين دول لاتحاد السبع والعشرين المترددة في اتخاذ هذه الخطوة حسب نفس المصدر. من جهة اخرى من المتوقع أن يناقش وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس الازمة الليبية مع نظرائه من دول حلف الأطلسي خلال الاجتماع الوزاري الذي يعقد غدا الخميس. وكشفت مصادر صحفية بريطانية ان حلف شمال الأطلسى (الناتو) بدأ بالفعل مراقبة ليبيا جوا وبحرا على مدار الساعة بعد اتفاق رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكى باراك اوباما امس على إمكانية فرض حظر جوى على ليبيا لتضييق الخناق على العقيد القذافى و دفعه إلى التنحى. و أكدت هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ان فرض منطقة حظر جوى قد يحتاج إلى موافقة من مجلس الأمن مؤكدة انه "من الضرورى أن تتخذ الأممالمتحدة هذا القرار وليس الولاياتالمتحدة". وتعكف بريطانيا وفرنسا على صياغة مشروع قرار يمكن أن يطرح على مجلس الأمن الدولى خلال هذا الأسبوع بشأن فرض حظر جوي على ليبيا. ويقتضي فرض هذا الحظر حسب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "أسس قانونية واضحة" مجددا دعوته القذافي إلى التخلي عن الحكم "بدون تأخير". ويبقى تطبيق الحظر مرهون بموافقة دول مثل الصين وروسيا العضوتين الدائمتين في مجلس الامن الدولى. فقد اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق إن بلاده "ترفض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا" بالرغم ان روسيا تراعي الحظرالدولي المفروض على تصدير الأسلحة والمعدات الحربية إلى ليبيا. ودائما في اطار المساعي الدولية لاحتواء الازمة في ليبيا قررت جامعة الدول العربية عقد اجتماع يوم السبت المقبل لوزراء الخارجية العرب تخصصه لبحث الاوضاع فى ليبيا. وعلى الصعيد الامني أعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن قلقها إزاء التقارير الواردة من ليبيا التي تفيد بتزايد العنف ضد الأفارقة من دول جنوب الصحراء الكبرى سواء في شرق البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة أو في مناطق الحكومة في الغرب. وأوضحت ان ما يزيد عن 212 الف شخص قد فروا من ليبيا منذ اندلاع اعمال العنف والاضطرابات السياسية فى البلاد. وتشهد ليبيا منذ نحو ثلاثة اسابيع احتجاجات ضد نظام معمر القذافي اخذت في الاونة الاخيرة منحى جديد تمثل في مواجهات مسلحة بين قوات الامن الليبي التابعة للقذافي وعناصر المعارضة في مناطق متفرقة بالبلاد.