بسكرة - أحيت مدينة القنطرة بولاية بسكرة يوم الإثنين الذكرى 52 لاستشهاد الرائد عمر إدريس الذي أعدمته قوات الاحتلال الفرنسي بعد معركة ضارية بجبل ثامر بالجلفة سقط خلالها أسيرا. وتميز إحياء هذه الذكرى بتنظيم ندوة تاريخية بالقاعة المتعددة الرياضات لمدينة القنطرة بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو إلى جانب جموع من أعضاء الأسرة الثورية و شباب و طلبة. وألقى عبادو بالمناسبة كلمة ثمن في مستهلها استحضار هذه الذكرى التي وصفها في كونها تدخل في اطار الوفاء للشهداء الأبرار مشيرا إلى أهمية هذه الندوة التي "تعد فرصة في متناول المؤرخين والمهتمين"للمساهمة في تدوين التاريخ الوطني لفترة الثورة التحريرية 1954-1962. وشدد عبادو من جهة أخرى على أهمية تخليد مختلف الأيام والأعياد الوطنية المرتبطة بالثورة التحريرية والتي "تحمل في طياتها رسالة للأجيال الصاعدة لاستلهام العبر من التضحيات الجسام التي قدمها أبناء الأمس لأجل عزة وكرامة" الوطن. والشهيد عمر إدريس اسمه الثوري " سي فيصل" .وقد ولد عام 1931 بالقنطرة وتلقى تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه باللغتين العربية والفرنسية قبل أن يغادر مقاعد الدراسة إلى الحياة العملية جراء ظروف معيشية صعبة. كما أن سي فيصل كانت لديه روح وطنية فياضة و راوده حلم دائم بتحرير الوطن من براثن الاحتلال الفرنسي ليلتحق بصفوف الثورة مبكرا. كما تميز بالشجاعة و الحنكة في القيادة والقدرة الفائقة على التخطيط والتنظيم العسكريين. والتقى في مساره أثناء الثورة التحريرية بالعديد من قادة الثورة البارزين من أمثال عاشور زيان والعقيد لطفي والعقيدين عميروش وأحمد بن عبد الرزاق (سي الحواس) الذين وقع بمعيتهما وكذا مجاهدين آخرين في كمين لقوات العدو الفرنسي بناحية جبل ثامر بالقرب من بوسعادة بولاية المسيلة. وسقط العقيدان سي الحواس وعميروش شهيدين في الكمين الذي تحول إلى معركة بينما أصيب فيها الرائد عمر إدريس بجروح حيث ألقي عليه القبض من طرف قوات الاحتلال التي أعدمته بعد ذلك بناحية الجلفة. و أقيم على هامش هذه الندوة معرض للصور والوثائق تبرز جوانب من الكفاح المرير الذي خاضه الشعب الجزائري عبر ربوع الوطن من أجل استرجاع حريته وسيادته.