دعا السعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية المجاهدين بعين الدفلى أمس، إلى ضرورة عدم نسيان تضحيات الشهداء وبطولات المجاهدين، باعتبار أن ذلك يدخل في إطار زرع الفكر الوطني بين الأجيال والشباب من خلال تسليحهم بالتربية الوطنية الصحيحة والثوابت الدينية، وقال »أبناء الجزائر لن يدخروا جهدا في الدفاع عنها والتصدي للأخطار المترصد لها«. أحيت ولاية عين الدفلى أمس،الذكرى الثالثة والخمسين لاستشهاد البطل الشهيد أمحمد رايس بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو، وفي هذا الإطار احتضنت مدينة جليدة مسقط رأس الشهيد الذي يتواجد بها النصب التذكاري المخلد له الوقفة الترحمية لهذا البطل بحضور أيضا قائد الولاية التاريخية الرابعة العقيد يوسف الخطيب المدعو سي حسان وأعضاء من الأمانة الوطنية ونواب البرلمان بغرفتيه وكذا إطارات مدنية وعسكرية للولاية. وعقب رفع العلم الوطني على وقع أنغام النشيد الوطني وقراءة الفاتحة ووضع إكليل من الزهور عدد رفيق درب الشهيد المجاهد الحاج بواشري في كلمة له الخصال السامية التي كان يتسم بها الشهيد ونشاطه العسكري الباسل وتضحياته الجسيمة من أجل الوطن الذي فضل إهداء شبابه فداءا له وعمره لا يتعدى 27 سنة. من جهته قال الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين »من الواجب تذكر الشهداء وأن نقيم لهم المعالم وذلك من أجل تذكير أنفسنا بالعهد المقطوع مع الشهداء وكذا تذكير الأجيال الصاعدة بالتضحيات الجسام التي قدمها الشعب من أجل حرية الجزائر واستقلالها، مضيفا أن هذه الوقفة التذكارية لتضحيات الشهداء تدخل في إطار زرع الفكر الوطني بين الأجيال والشباب وذلك من خلال تسليحهم بالتربية الوطنية الصحيحة والثوابت الدينية. وقال الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين من جانب آخر الجزائر لها رجالها ونسائها وشبابها وهم كلهم مستعدون ويقظون للدفاع ودرع عنها كل سوء يترصد بها. والشهيد امحمد رايس الذي ولد في 13 مارس من سنة 1931 هو حفيد العلامة الشيخ سيدي الحاج علي الخضري. ولد بقرية أولاد بن زيان ببلدية جليدة (ولاية عين الدفلى حاليا) وترعرع في عائلة متوسطة الدخل أين تعلم القرأن وحفظه في سن مبكرة، انخرط في »حزب الشعب الجزائري« سنة 1948 ثم في حركة انتصار الحريات الديموقراطية رفقة سي أحمد بوقرة وسي بلقاسم مولوج . وفي سنة 1950 أجبر سي أمحمد رايس على تأدية الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي حيث اغتنم الفرصة ليتعلم فنون القتال ويتعرف على أنواع الأسلحة المختلفة، ولدى التحاقه بثورة التحرير تميز نظاله العسكري بتنظيمه لعدة عمليات ومعارك طاحنة ضد قوات الاستعمار الفرنسي وعملائه حيث لقن العدو درسا في القتال وألحق به خسائر في الأرواح والمعدات الحربية حيث كانت كل العمليات التي خاضها سي أمحمد ناجحة منها عملية جمعة أولاد الشيخ وعملية سيدي أمبارك بنواحي عمرونة وغيرها من عشرات العمليات الناجحة التي خاضها سي أمحمد وهو على رأس كومندو، وبعد ترقيته إلى رتبة سياسي عسكري للمنطقة الأولى هيأ نفسه للالتحاق بمهمة جديدة غير أن قوات الاستعمار سبقته إليها وحاصرته في قرية دواجي وبعد مقاومته لها بكل بسالة وشرف سقط شهيدا بها في مثل هذا اليوم 8 جوان سنة 1958.