أحيت ولاية بسكرة أمس الذكرى ال53 لإعدام 13 شهيدا من طرف قوات الاحتلال الفرنسي بناحية فوغالة وذلك بتنظيم ندوة تاريخية ونشاطات إعلامية ذات صلة بالحدث. واحتضن الندوة مدرج إكمالية الشهيد أحمد رويجع بمدينة فوغالة (42 كلم غرب بسكرة) بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو وإطارات من الولاية السادسة التاريخية وأعضاء من الأسرة الثورية وجمع من الطلبة. وأبرز السيد سعيد عبادو بالمناسبة أن الغاية من تخليد هذه المآثر هي ''فضح جرائم الاستعمار الفرنسي المقترفة ضد الشعب الجزائري من ناحية وتبليغ الرسالة للأجيال الصاعدة تترجم التضحيات الجسام التي قدمها جيل أول نوفمبر لأجل استرجاع السيادة الوطنية من ناحية أخرى''. وأردف في سياق متصل أن إحياء هذه الذكريات هدفه كذلك ''الرد على المشككين في حجم التضحيات الباهظة التي قدمها الشعب الجزائري لافتكاك حريته وأيضا على أولئك المتطاولين الذين لم يتخلصوا بعد من الأفكار الاستعمارية'' على حد تعبيره. كما لاحظ أن الطروحات التي تطعن في بعض وقائع وقادة الثورة التحريرية ليس الهدف منها كشف حقائق بل مثلما قال ''السعي لاستمرار البلبلة والأفكار السخيفة وتسميم الوضع في الجزائر''. وأظهرت المعلومات المستقاة من الندوة حول وقائع هذه الحادثة أن الخلفية ذات علاقة بعملية تنفيذ حكم الإعدام من طرف مجموعة من الفدائيين ضد رئيس البلدية لدى السلطات الاستعمارية آنذاك الأمر الذي جعل هذه الأخيرة تقرر الانتقام من الشعب بصفة جماعية. وأقدمت لهذا الغرض قوات فرنسية في 24 أفريل 1957 على جمع المواطنين العزل في شبه محتشد واقتحام البيوت التي منها منزل الشهيد معمر شروف الذي تم هدمه بواسطة دبابة قبل إعدام مجموعة من الأشخاص بداخله. في حين أن صاحب المنزل البالغ من العمر 63 سنة تم إعدامه عقب مطاردته وهو مصاب بجروح بينما الشهيد المدعو عيسى بن عاشور أعدم بالسلاح الأبيض حيث وجهت له أكثر من 100 طعنة في أجزاء مختلفة من جسمه وفقا لنفس المصدر. وبالموازاة مع الإعدامات المباشرة دون محاكمة التي طالت في تلك الحادثة 13 فردا في المجموع قامت عساكر الاحتلال في نطاق فرض العقوبات الجماعية دائما بعمليات تخريب استهدفت الممتلكات إذ تم حرق العديد من المنازل والأثاث ونهب الأمتعة والحبوب. كما تم تسليط الضوء خلال الندوة على معركة حبل الشهبة التي كانت المنطقة مسرحا لها في شتاء عام 1959 إذ تجلى من خلال المعطيات المتاحة أنه بتاريخ 18 جانفي نشبت معركة غير متكافئة بين قوات العدو ومجاهدي جيش التحرير الوطني أسفرت عن سقوط ثلاثة شهداء في ميدان الشرف مقابل مصرع 8 عناصر إلى جانب عدد غير محدد من الجرحى في صفوف قوات الاحتلال. (وأج)