الجزائر - يتوجه الملايين من الجزائريين كل صيف نحو محلات المثلجات و بالخصوص عند اشتداد الحرارة التي تبلغ أحيانا 40 درجة لتناول المثلجات بمختلف نكهاتها و اذواقها. ويتذوق الجزائريون المثلجات بمختلف أصنافها دون الاهتمام بتكاليفها سوي للتمتع لحظة مع الأصدقاء و الأقارب و التي يصفها البعض "لحظة مفعمة بالمشاعر". كما يثير هذا المنتوج البسيط و اللذيذ لحظة استمتاع جد محبوبة لدى الجزائريين خلال فصل الصيف. و يشجع الإرتفاع الكبير لدرجات الحرارة خلال فصل الصيف إستهلاك المثلجات و بالتالي تضاعف الطلب مما دفع بصانعي المثلجات إلى توظيف عمال إضافيين للإستجابة على الطلب القوي للمستهلكين و البائعين و أصحاب محلات بيع المثلجات. من جانبه صرح بائع مثلجات أنه "من المستحيل تمالك أنفسنا من تناول مثلجات بمختلف النكهات عندما يشير مقياس الحرارة إلى 35 و 38 درجة". و يعتبر أغلبية المستهلكين المثلجات كأفضل تحلية بالنسبة لهم. من جهة أخرى أكدت طالبة من معهد الحقوق عبلة صيفوان أن " السر يكمن في المتعة التي تقدمها حيث أن المثلجات تلهمنا الشعور بالإستراحة و الإسترخاء و الرفاهية الفورية". و كيف يمكننا إختيار أحسن مثلجات مع الإنتشار الكبير لمحلات بيع هذا المنتوج في كل شارع و اليوم يشهد هذا النشاط منافسة كبيرة بين صانعي المثلجات. و أمام تنوع اللافتات الصغيرة و الكبيرة التي تبرز تنوع و أصالة المنتوج يقوم صانعو المثلجات بتقديم كل سنة أنوعا و نكهات جديدة. كما يولي صانعو المثلجات إهتماما كبيرا للأصالة من أجل جلب أكبر عدد من المستهلكين الذين يبشددون في طلب الجودة حيث يفضلون الإستثمار في الإنتاج الكبير للإستجابة إلى الطلب المتزايد لاسيما المساحات الكبرى. و صرح صاحب مصنع صناعة مثلجات أنه بفضل هذا المنتوج الصناعي نجحنا في تسويق منتوجاتنا حتى بولاية تندوف و الطارف و تمنراست و الذي لم يكن بإمكاننا تحقيقه بصناعة تقليدية. و ينتج هذا المصنع الذي تم إنشاؤه سنة 1984 ما بين 3000 و 4000 لتر من المثلجات في اليوم و الذي يسعى إلى رفع طاقاته الإنتاجية و صناعة منتوجات جديدة. و لكن المستهلكين يلومون دائما صانعي المثلجات للإبتعاد عن الطريقة التقليدية للمثلجات و استعمال منتجات بديلة لرفع من حجم المثلجات. كما أكد صانع المثلجات أنه يتم إستعمال نفس المكونات القاعدية في صناعة المثلجات التقليدية و الصناعية موضحا أن "الإختلاف يكمن في كمية الإنتاج كما هو الشأن بالنسبة لتحضير طبق لعائلة واحدة أو وجبة وليمة". و يبقى أن المستهلكين يفضلون تذوق مثلجات أصلية بمكونات طبيعية و ذوق وحيد بفضل مهارة صانعها. و أكدت سعاد بالباقي و هي إطار ببنك "يكون الاختيار سريعا بين المثلجات الصناعية و التقليدية و أنا أختار التقليدية دون تردد. تمنح المثلجات اليدوية مزيجا من النكهات". و هناك محل مشهور للمثلجات في شارع من شوارع شرق العاصمة يديره عبد القادر خلفا لوالده بالقاسم بورنان الذي أسس هذا الفضاء في 1963. و أشار لوأج إلى أن سر النجاح يكمن في "استعمال مقادير ذات جودة لإنتاج مذاقات منعشة و ليس النكهات و إنتاج أنواع جديدة". و أضاف بالقاسم "نضيف قطع من الفواكه إلى المثلجات و هي فواكه تقتطف من حديقتنا". و أكد يقول "تنتج مثلجاتنا بالحليب الطازج فقط و الكريمة الطازجة إضافة إلى الفواكه التي تقتطف من حديقة عائلية". من جهته أكد مسير إحدى أشهر محلات بيع المثلجات بالحي الشعبي بباب الواد أن محله الذي اشتراه من إيطالي في 1968 ينتج مثلجات بالطريقة التقليدية "لذيذة جدا". و اعتبر إلياس بنصاري أن نجاح المحل يعود إلى جودة منتوجاته التي يتم إنتاجها بمواد طبيعية و تقليدية و بحثه المستمر عن الشكل الجمالي لدى تقديم المثلجات إضافة إلى اختياره للمواد الأولية و التوفيق بين النوعية و السعر للمنتوجات. و أكدت نادية أكاب ربة بيت التقينا بها في هذا المحل "يمكن للزبون تشكيل ما يشتهيه من نكهات المثلجات". و طور هذا المحل منتوجاته مع مرور الزمن في مختلف أشكالها و الحلويات لاسيما لحفلات عيد الميلاد و الزفاف بأسعار تتراوح بين 1600 دج و 3800 دج و 4800 دج لسيما الطورطات. من جهة أخرى أوضح المدير العام للمركز الوطني للسجل التجاري محمد ضيف أن نشاط إنتاج و توزيع المثلجات في الجزائر "لا يخضع إلى الحصول على اعتماد خاص". و أكد أنه "يجب فقط على المعني التسجيل في السجل التجاري للحصول على ترخيص لممارسة نشاطه". و يشير المركز الوطني للسجل التجاري إلى أن عدد منتجي و موزعي المثلجات يقدر ب 234 منتج على مستوى القطر الوطني منهم 131 شخص معنوي في الوقت الذي بلغ فيه عدد الموزعين 7086 منهم 6857 شخص طبيعي. في حين يبقى رقم الأعمال الذي يحققه القطاع أمرا غامضا بحيث لم يتم إلى حد الآن إجراء أي تقييم مالي لقطاع المثلجات. و أكدت المديرية العامة للضرائب أنه "لا يوجد أي إحصاء خاص بقطاع المثلجات على مستوى المديرية". و أوضح مصدر من المديرية العامة للضرائب أن "الأمر يتعلق بمسددين صغار للضرائب و هذا ما يبرر غياب رقم أعمال حول الصحة المالية لهذا القطاع. يمكن القيام بهذه العملية لكنها تتطلب وقتا كبيرا". و يعتبر مهنيون أن هذا القطاع مربح و يحصد سنويا أرقام أعمال بمئات الملايين من الدينار. و حسب تصريحات لموقع اقتصادي يحقق منتج للمثلجات معروف بالجزائر العاصمة رقم أعمال يتجاوز 320 مليون دينار سنويا و يشغل 400 شخص بصفة دائمة.