المدية - لا تزال مغارة "سبعة رقود" ببلدية بوغار الواقعة جنوب غرب ولاية المدية تحتفظ بكامل أسرارها حيث لم يجرأ سوى القليل من الناس في يومنا هذا على المغامرة و الدخول إلى هذه المغارة الممتدة إلى باطن الأرض والتي لطالما غذت بغموضها القصص الخيالية والأساطير الغريبة. وحسب ما توارثت من القصص المحلية، فإن أصل تسمية هذه المغارة الغامضة التي استغلت قديما من طرف الحامية الرومانية وبعدها استغلت كمقر عام لقيادة الأمير عبد القادر، يرجع إلى قصة "أهل الكهف" التي ذكرت في القرآن الكريم. وروى بعض أعضاء جماعة دينية يوجد مقرها بزاوية الشيخ سيدي "علي لبعج" بالقرب من هذه المغارة، أن سحر هذه المغارة له علاقة بين قصة "أهل الكهف" والمغارة التي تصدر منها أصوات غريبة تمنحها بعدا روحانيا. وحسب هذه الروايات، فإن تسمية هذه المغارة مردها إلى قناعة مرتادي زاوية سيدي "علي لبعج" بأنها هي فعلا مغارة الفتية المذكورين في القرآن الكريم ويعتقد كذلك أن الأشخاص القليلين الذين زاروا هذه المغارة على تقوية هذه الأسطورة من خلال الوصف والتفسير الروحاني العجيب للظواهر الجيولوجية التي تحدث داخلها على غرار الأصوات الصادرة من أعماقها أين يعتقد أنها أصوات لأرواح بشرية. كما تؤكد بعض الروايات، أن الأعماق السحيقة لمغارة "سبعة رقود" تخترق جبال المنطقة على طول عدة كيلومترات لتصل إلى مدينة جندل الواقعة بين المدية وعين الدفلى.وأن هذا الممر السفلي لطالما جذب الأشخاص "الشجعان" الباحثين عن المغامرة. كما شكل هذا الممر ملاذا آمنا لقوات الأمير عبد القادر المرابطة بالمنطقة وبعدها لمجاهدي الثورة التحريرية الذين استعملوا المغارة كممر للانسحاب لقواعدهم الخلفية دون التعرض لضربات العدو الفرنسي، حسب الشهادات التي أدلى بها العديد من مشايخ المنطقة.