لندن - أعادت الاعتداءات التي كانت النرويج مسرحا لها يوم الجمعة و التي خلفت أكثر من 90 قتيلا إلى الواجهة تهديد اليمين المتطرف التي لم تول له الدول الأوروبية ألاهمية اللازمة حيث ركزت جهودها إلى حد الآن على مكافحة التطرف الاسلاماوي حسبما جاء في الصحافة البريطانية الصادرة يوم الأحد. و كتبت صحيفة "لندن ايفنين ستاندارد" أن الدول الأوروبية ترى منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2011 بنيويورك بأن الإرهاب الإسلاموي هو الخطر الوحيد و "لكن بعد ان اتضح اليوم بأن مرتكب اعتداءات النرويج من مناضلي اليمين المتطرف فإن السؤال يطرح عما إذا كان التهديد الارهابي غير الإسلاموي لم يول له الاهتمام الكافي". و كان مرتكب اعتداءات يوم الجمعة بالنرويج اندرس بريفيك قد قدم من قبل المحققين كعضو سابق في حزب شعبوي و متطرف مسيحي و صاحب نواد الكترونية معادية للتعدد الثقافي و الإسلام. و ذكرت نفس الصحيفة ان مصالح الشرطة الأوروبية تبدي تخوفا من بروز افكار اليمين المتطرف الممزوجة بمعاداة الاسلام و الأجانب و ما تعانيه الدول الأوروبية من مشاكل اجتماعية معتبرة أن اليمين المتطرف قد يشكل تحديا أمنيا آخر بالنسبة لهذه الدول بعد مرور عشر سنوات من اعتداءات تنظيم القاعدة. و قالت هيئة "بي-بي-سي" أن وكالة الشرطة الأوروبية (أوروبول) ستضع قوة من أكثر 50 خبيرا للمساعدة على التحقيق حول الأخطار غير الإسلاماوية بالدول الاسكندينافية بعد الاعتداءت التي استهدفت النرويج. و تتمثل المهمة الرئيسبة لهذه المجموعة في مساعدة النرويج و بلدان أخرى مثل الدانمارك و فنلندا و السويد علي تقييم هذه التهديدات. و حذر الخبراء من ان جماعات اليمين المتطرف "اكثر احترافية" حيث شبهوا اعتداء اوسلو باعتداء اوكلاهوما سيتي سنة 1995 (168 ضحية) و الذي ارتكب كذلك من قبل أمريكي من اليمين المتطرف. و اعتبر المحللون أن نفس المشكل يطرح نفسه في أوروبا حيث تركز الشرطة منذ 10 أعوام على الشبكات الإرهابية لتنظيم القاعدة و الأمر الأكثر أهمية حاليا يكمن في معرفة ما إذا كان منفذ هجمات النرويج ينشط وحده أو تابع لجماعة إرهابية. و كان الوزير الأول النرويجي جونس ستولتنبرغ قد أعلن يوم أمس السبت أن المحققين النرويجيين كانوا يتعاونون مع مصالح أجنبية للكشف عن الهجوم المزدوج الذي نفذ يوم الجمعة و دراسة ما إذا كانت هناك اتصالات دولية. و أشارت مصادر أخرى نقلا عن تقرير للأنتربول في 2010 إلى "الإحترافية المتزايدة لليمين المتطرف" لاسيما في الدعاية المعادية للأجانب و الحضور القوي في الشبكات الإجتماعية بأوروبا. و أكد متدخلون آخرون أن "احترافية الدعاية و تنظيم المجموعات المتطرفة دليل على إرادتها في نشر إيديولوجيتها بحيث تشكل تهديدا دائما للدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي".