المشتبه فيه ذوميول سياسية يمينية متطرفة ومعادية للإسلام أعلنت السلطات النرويجية أمس، ارتفاع حصيلة قتلى الاعتداءين اللذين وقعا يوم الجمعة من خلال عملية تفجير في العاصمة أوسلو وإطلاق نار في جزيرة قريبة تبعد 40 كلم منها، إلى نحو 95 شخصاً على الأقل . وقد ألقت الشرطة القبض على رجل نرويجي الجنسية والأصل في 32 من عمره يدعى أندريز بري فيك، والذي كان يرتدي زي الشرطة وأطلق النار على معسكر شبابي للحزب الحاكم أول أمس مما أدى إلى مقتل 84 شخصا على الأقل، وذلك ساعات فقط بعد مقتل سبعة أشخاص في انفجار قنبلة في منطقة مبان حكومية في العاصمة النرويجية أوسلو. وقال المتحدث باسم الشرطة النرويجية أن المعلومات المتوفرة عن المتهم تبعث على الاعتقاد بأن لديه بعض الملامح السياسية التي تميل إلى اليمين والمعادية للإسلام لكن من المبكر القول-حسبه- ما إذا كان ذلك يشكل دافعا وراء فعلته، كما أشارت الشرطة إلى أن المشتبه به اشترى 6 أطنان من الأسمدة التي يمكن أن تستعمل في صنع المتفجرات. وقد حطمت القنبلة التي هزت وسط المدينة نوافذ مبنى رئيس الوزراء وألحقت أضرارا بمبنيي وزارتي المالية والنفط، وعثرت الشرطة في وقت لاحق على متفجرات لم تنفجر في الجزيرة الواقعة شمال غربي أوسلو، فيما باشرت بتفتيش الشقة التي أقام بها المشتبه به في تنفيذ الهجومين في أوسلو. رئيس الوزراء النرويجي ينس ستولتنبيرغ وصف الاعتداءين بأنهما مأساة وطنية، وقال في مؤتمر صحافي أنه منذ الحرب العالمية الثانية لم تضرب النرويج مطلقاً أي جريمة بهذا الحجم، كما تحدث عما واجهه الشبان المشاركون في المخيم الصيفي لشبيبة الحزب العمالي، عندما فتح رجل متنكر بزي الشرطة النار عليهم في جزيرة أوتويا القريبة من أوسلو. وأكدت الشرطة في أوسلو أنها ومع الجيش سيشددان التدابير الأمنية حول المباني والمؤسسات الحساسة، فيما رفعت التحذير من عدم التجول وسط مدينة أوسلو، فيما أبقت على الحي حول مقر الحكومة مطوقاً حتى إشعار آخر، وأوضحت الشرطة في بيان لها أن الوضع وسط أوسلو لم يعد فوضوياً، وأن التحذير لتجنب وسط المدينة قد تم رفعه. ووصف محلّلون الهجومين بأنهما ربما يكونان النظير الأوروبي لحادثة "أوكلاهوما سيتي" في إشارة لتفجير الأمريكي اليميني المتطرف تيموثي مكفاي شاحنة ملغومة عند مبنى اتحادي في أوكلاهوما سيتي في عام 1995 مما أسفر عن مقتل 168 شخصا، ويقلق الشرطة في الكثير من دول أوروبا الغربية تنامي المشاعر اليمينية المتطرفة ويؤججها معاداة الإسلام والهجرة إلى جانب تصاعد المشاكل الاقتصادية. ويعد هذان الهجومان الأسوأ في غرب أوروبا منذ هجمات انتحارية مرتبطة بالقاعدة في العاصمة البريطانية لندن في عام 2005 وأسفرت عن مقتل 52 شخصا. وقد عقدت الحكومة النرويجية أمس اجتماعا طارئا لمناقشة تطورات الأوضاع على خلفية الاعتداءين ولتحديد طريقة للتعاطي مما الأزمة كما قال رئيس الوزراء النرويجي. وقد خلف الهجومان موجة من التنديد الدولي والتعاطف مع الحكومة وأهالي الضحايا، حيث أكد العديد من رؤساء الدول على ضرورة التعاون ضد ما وصوفه بالإرهاب، وفي هذا الصدد قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الهجومين يذكران بضرورة منع "أفعال مماثلة" وبأهمية التعاون في مجال تبادل المعلومات، من جهته أدان رئيس الاتحاد الأوربي الهجومين وقال أنه لا يوجد ما يبررهما، كما عبر عن صدمته الكبيرة وقدم تعازيه لأهل الضحايا.