بشار- رافع ممثلو الحركة الجمعوية يوم الأربعاء ببشار من أجل تحقيق عدة اهتمامات تتعلق بإنشاء نسيج صناعي قادر على امتصاص البطالة وفك العزلة وتحديث قطاع الزراعة إشراك المجتمع المدني في تسيير التنمية. وركز ممثلو المجتمع المدني خلال لقاء تشاوري حول أهداف التنمية المحلية الذي يرأسه رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي محمد الصغير باباس على أهم مقومات التنمية المحلية والثروات المعدنية والزراعية والسياحية التي يمكن استغلالها في دفع عجلة التنمية بهذه الولاية. وألح المشاركون في تدخلاتهم على ضرورة تحديث قطاع الزراعة بالمنطقة بهدف تحقيق الإكتفاء المحلي وفتح طرقات جديدة لربط المنطقة بولايات الجنوب والشمال بغية وضع حد للإنقطاعات المتكررة لحركة السير خلال التقلبات الجوية والفيضانات على غرار تلك التي مست المنطقة خلال أكتوبر 2008 والتي أثرت سلبا بعزل المنطقة عن الولايات الأخرى. كما تركزت اقتراحات المتدخلين على ضرورة وضع إستراتيجية لفك العزلة عن المناطق النائية لا سيما قرى وقصور الولاية كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة تبلبالة الواقعة 400 كلم جنوب عاصمة الولاية. وأعرب ممثلو الحركة الجمعوية أيضا عن انشغالهم "للتأخر التنموي المسجل سيما بقطاع السياحة" الذي يفتقر إلى هياكل إيواء "رغم التدفق السياحي المسجل" بمناطق تاغيت و إيقلي وبني عباس وقصور المنطقة الشمالية التي تسجل نقصا فادحا في الهياكل الفندقية. وركز المتدخلون فيما يتعلق بالتزود بالطاقة على تعميم الغاز الطبيعي لفائدة البلديات ال21 وتدعيم وسائل إنتاج الطاقة الكهربائية والصيانة المستمرة للمنشآت الطاقوية إلى جانب اقتراح إنشاء وحدات للطاقة الشمسية لاستغلالها في إنتاج الطاقة الكهربائية. كما انتهز عدد من المتعاملين الاقتصاديين فرصة هذا اللقاء التشاوري لاقتراح مراجعة النظام الجبائي المحلي سعيا لترقية الاستثمار المنتج بولاية بشار. وذكر رئيس الغرفة المحلية للتجارة والصناعة السيد عثمان حمادي في هذا الصدد أن المنطقة "تفتقر لوحدات ومؤسسات اقتصادية منتجة". وشكلت مسائل أخرى تتعلق بمراعاة الظروف المناخية خاصة في فصل الصيف وتدعيم حظيرة السيارات للمؤسسات العمومية وتدعيم حضور الحركة الجمعوية بالمجالس المحلية من خلال المجالس الاستشارية البلدية والولاية الاهتمامات التي أثارها ممثلو المجتمع المدني أثناء هذا اللقاء. واقترح الحاضرون كذلك ترقية مطار بشار إلى مطار دولي مع تدعيم الرحلات الجوية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية باتجاه مدن جنوب وشمال البلاد مع مراجعة مواقيت الرحلات المبرمجة في معظمها خلال الفترة الليلية والتي كانت محل امتعاض للعائلات ولشرائح أخرى من المسافرين. وفيما يخص قطاع السكن اقترح المتدخلون توزيع الأراضي للبناء لفائدة المواطنين عوض البرامج السكنية الاجتماعية التي "لا تستجيب بالمرة للخصوصيات الاجتماعية والثقافية لسكان المنطقة". كما اقترح ممثلو الهيئات المهنية من جهتهم التكفل وتعيين إطارات محلية في المناصب العليا لمختلف المؤسسات والهيئات العمومية مع التأكيد على إشراك إطارات الجنوب في تسيير المؤسسات الكبرى للبلاد. وقد ذكر رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي قبل ذلك أن هذا اللقاء يعد فضاءا ديمقراطيا للتشاور وبحث سبل وضع إستراتيجية شاملة للتنمية المحلية تستجيب بصفة فعلية لانشغالات المواطنين. ويعد هذا اللقاء التشاوري حول التنمية المحلية الذي يشرف عليه المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي الخامس من نوعه بعد لقاءات مماثلة نظمت بولايات تندوف و إيليزي و تمنراست و أدرار.