باتنة - أكد ممثلو المجتمع المدني لاربع ولايات للشرق الجزائري يوم الأربعاء في باتنة ان انعاش القطاع العمومي وتشجيع الانتاج الوطني خاصة الفلاحي منه سيساهم في تحسين المستوي المعيشي للسكان واعداد الفترة ما بعد البترول. و ألح ممثلو الحركة الجمعوية لكل من ولايات بسكرةوباتنةوخنشلةوام البواقي في مداخلاتهم خلال لقاء تشاوري حول التنمية المحلية بحضور وفد عن المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي على تنمية الفرع الفلاحي الذي يشكل اهم نشاط اقتصادي في هذه الولايات. وهكذا تاسف رئيس جمعية للفلاحين لولاية باتنة للخلل الذي يميز عملية توزيع الانتاج الفلاحي علي الصعيد المحلي والجهوي. و أكد هذا المتدخل خلال اللقاء الذي اشرف عليه رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي محمد صغير بابس" اننا نتلقى صعوبات في تسويق منتوجاتنا الفلاحية بسبب الاستيراد وغياب سياسة وطنية للتوزيع". ويري المتدخل ان زراعة بعض المنتوجات الفلاحية كالتبغ تخلي عنها العديد من الفلاحين بسبب "سوء تسيير" بعض المسؤولين الذين يفضلون اللجوء الي الاستيراد عوض تشجيع الانتاج المحلي. واعتبر ان اعادة الاعتبار للاراضي الفلاحية عملية تتطلب مشاركة الفلاحين وايضا السلطات العمومية التي ينبغي لها ان توفر الوسائل البشرية والمادية اللازمة لهذا الغرض. وفي هذا الصدد أكد المتدخلون ان تنمية الفلاحة تمر عبر تنمية السقي التي تتطلب بناء سدود جديدة وخزانات للمياه وعقلنة المواد المائية الموجودة في مناطقهم. واقترح ممثلو المجتمع المدني للولايات الاربعة اعادة فتح المؤسسات التي اغلقت في سنة 2000 في اطار الاصلاحات الاقتصادية معتبرين ان التنمية المحلية لا يمكن ان تتم دون دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وخاصة تلك التي انشاها مرقون شباب وموصين بخفض الجباية لصالح الصناع الصغار. واعتبر متدخل اخر انه "من غير الطبيعي ان يدفع الصانع الصغير الذي يساهم في تنمية الصناعة التقليدة ضرائب بنفس القيمة التي تدفعها المؤسسات ذات المردودية والطاقات الكبيرة". وبالنظر للطابع الفلاحي والرعوي لولاياتهم ابرز جميع المتدخلين ضرورة تطوير صناعة غذائية وفلاحية محليا والحفاظ علي المناطق السهبية لتشجيع وتطوير تربية المواشي. ودعا احد شباب ولاية خنشلة إلى اعداد برامج خاصة بالمناطق الريفية المعزولة "التي تفتقر الي اي شكل من اشكال التنمية". "كان هناك في خنشلة مطار وسكة حديدية وقاعات سينمائية واصبحت اليوم تفتقر الي هذه المرافق" حسب المتدخل. وحذرت امراة شابة من نفس الولاية من سوء تسيير الميزانيات الضخمة التي تخصصها الدولة للتنمية المحلية ومن سوء تسيير بعض المسؤولين المحليين. وأكدت المتدخلة ان فشل برامج التنمية المحلية يعود الي عدم تحمل المسؤولين المحليين مسؤولياتهم في تنفيذ هذه البرامج". و ستتواصل أشغال هذا اللقاء التشاوري إلى المساء لتمكين المواطنين من الكلام و التعبير عن آرائهم و تطلعاتهم فيما يتعلق بالتنمية المحلية. وكان وفد المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي قد أشرف يوم الثلاثاء بباتنة على لقاء تشاوري حول التنمية المحلية مع ممثلي الجماعات المحلية و المنتخبين المحليين و البرلمانيين لكل من باتنة و بسكرة و خنشلة و ام البواقي. يجول وفد المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي الذي يضم أعضاء من المجلس و موظفي مختلف القطاعات و إعلاميين و رؤساء مؤسسات و ممثلي الحركة الجمعوية الوطنية التراب الوطني منذ الخامس سبتمبر الفارط بهدغ الاطلاع على انشغالات و تطلعات المواطنين بخصوص التنمية المحلية. و قد شملت تنقلات الوفد إلى حد الساعة ولايات تندوف و ايليزي و تمنراست و أدرارا و بشارو الوادي و غرداية و ورقلة و الأغواط و الجلفة و المسيلة و تيارت و باتنة. و سيتجه وفد المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي ولايات أخرى في إطار هذه الجولة التي تنظم تسحبا لستة لقاءات جهوية للوصول في نهاية المطاف إلى الجلسات الوطنية حول التنمية المحلية المقررة في 22 ديسمبر القادم بالجزائر. و كان رئيس الجمهورية قد كلف المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي في ماي الفارط بتنشيط و تأطير التشاور على نطاق وطني ليخلص إلى جلسات على المستوى الوطني ينتظر منها أن تخرج بالتوصيات المناسبة يؤخذ بها في السياسات العمومية للتنمية المحلية.