باتنة - أوصى ولاة أربع ولايات من شرق الوطن يوم الثلاثاء بباتنة بمواصلة الجهود لتعزيز النتائج الإيجابية المسجلة في مختلف القطاعات بفضل البرامج العمومية التنموية التي أطلقت منذ سنة 1999. و اعتبر ولاة باتنة و أم البواقي و بسكرة و خنشلة خلال لقاء تشاوري حول التنمية المحلية بحضور وفد من المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي أن تعزيز هذا التقدم يستدعي توسيع صلاحيات الدوائر و البلديات بما أنها على اتصال دائم و مباشر بالمواطنين و مطلعة على انشغالاتهم. و أعرب والي بسكرة عن ارتياحه يقول "لم يسبق لولايتنا و أن سجلت مثل هذا التقدم في مجالات التطهير و الري و الربط بالغاز و الكهرباء و السكن بأهمية ذلك الذي سجلته خلال السنوات العشر الأخيرة. و ينبغي بالتالي تعزيز كل هذا". و من جهته ألح والي خنشلة على ضمان ديمومة التقدم المحرز في ولايته لاسيما في انتاج زيت الزيتون و اللحوم البيضاء. و في هذا الشأن ألحوا على ضرورة تزويد الجماعات المحلية بوسائل بشرية و مادية أكبر لتمكينها من متابعة الحركية التي بوشرت في مختلف القطاعات و المساهمة في تحسين الظروف الاجتماعية الاقتصادية للسكان. كما أشاروا إلى ضرورة وضع إطار قانوني يسمح بتوسيع صلاحيات الجماعات المحلية و تخصيص المزيد من الأموال لتكوين مواردها البشرية. و بعد أن ذكروا بأن نشاطات التنمية التي أطلقت خلال العشر سنوات الأخيرة جاءت لتلبي احتياجات عاجلة أوصى الولاة بإعداد من الآن فصاعدا و اعتمادا على التقدم الذي تم إحرازه برامج تنموية تتكيف بشكل أكبر مع خصوصيات و طبيعة كل منطقة من الوطن. و فيما يخص المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية طلب الولاة بمواصلة الجهود من أجل الحد من أزمات السكن و البطالة في المناطق التي ينتمون إليها. و حسب الولاة فان بناء المزيد من السكنات الريفية و إنجاز أقطاب حضرية جديدة تسمح بتوزيع متوازن للسكان كفيل بأن يساهم في الحد من أزمة السكن التي لا تزال قائمة. و فيما يخص امتصاص البطالة التي تمس سيما الشباب أكد الولاة بأن تطوير قطاعات الفلاحة و تربية المواشي و الصناعة بما فيها التقليدية سيساهم في استحداث مناصب عمل جديدة و الاستقرار و عودة الشباب لمناطقهم الأصلية. و من جهته أكد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي محمد الصغير باباس على الأهمية التي توليها السلطات العمومية للتشاور مع السكان من أجل التكفل بانشغالات مختلف شرائح المجتمع الجزائري. و أوضح باباس أمام الحضور أنه "بتكليف المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي بتنشيط المشاورات الوطنية حول التنمية المحلية يريد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة معرفة الأسباب التي تدفع الشباب إلى قطع الطرقات و حرق العجلات المطاطية على الرغم من أن الدولة تكرس ميزانيات هامة للتنمية و تنجز مشاريع مهيكلة قليلة هي الدول التي تتمكن من إنجازها". و في هذا الصدد دعا ممثلي الجماعات المحلية إلى المساهمة في إرساء الحكم الراشد و بناء جزائر مرحلة ما بعد النفط. بعد مداخلات الولاة كرست أشغال الظهيرة لمداخلات المنتخبين المحليين و البرلمانيين فيما سيشكل يوم الأربعاء فرصة بالنسبة للمواطنين و ممثلي المجتمع المدني في هذه الولايات من أجل التعبير عن التنمية المحلية و استعراض مشاكلهم. وللإشارة سبق للمجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي و أن التقى ممثلي ولايات تندوف و اليزي و تامنراست و أدرار و بشار و الوادي و غرداية وورقلة و الاغواط و الجلفة و المسيلة. و هناك ولايات أخرى معنية أيضا بجولات المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي و هي مرحلة تحضيرية لست لقاءات جهوية ستفضي لجلسات وطنية حول التنمية المحلية المقررة في 22 ديسمبر المقبل بالجزائر العاصمة. و للتذكير كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد كلف المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي في شهر ماي الفارط بتنشيط و تأطير مشاورات وطنية هامة من أجل إعداد سياسة تنمية محلية منسجمة مع تطلعات السكان.