الجزائر - كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير المرحلة الانتقالية في مصر مجلس الوزراء بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث ماسبيرو وسط القاهرة للوقوف على أسبابها في الوقت الذي تتواصل فيه ردود الفعل الدولية المنددة والتي دعت في مجملها إلى "ضبط النفس وتحكيم العقل و الحفاظ على الوحدة الوطنية". وإثر اجتماع طارئ له أمس الإثنين لبحث تداعيات الأحداث التي وقعت في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو) بوسط القاهرة أول أمس كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة مجلس الوزراء بسرعة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للوقوف على ما تم من احداث "لاتخاذ كافة الاجراءات القانونية الرادعة حيال كل من يثبت تورطه في تلك الاحداث بالاشتراك أو التحريض". وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيان له صدر عقب اجتماعه الطارئ استمراره في "تحمل المسؤولية الوطنية والحفاظ على مقدرات الشعب ومكتسباته بعد ثورة 25 يناير وتنفيذ خارطة الطريق التي التزم بها حتى نقل المسؤولية إلى سلطة مدنية منتخبة وذلك بالرغم من بعض المحاولات التى تهدف إلى هدم أركان الدولة ونشر الفوضى للحيلولة دون التحول الديمقراطى المنشود". كما أكد أنه سيقوم ب"اتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة لضبط الموقف الامني للحفاظ على أمن البلاد وسلامتها. وشدد على حرصه مع عدم التجاوب مع محاولات الوقيعة بين القوات المسلحة والشعب المصري والتي أكد مرارا على ضرورة الحذر منها ومن اثارها الخطيرة على الأمن القومي. وقد أثارت أحداث ماسبيرو التي أسفرت عن مقتل 24 شخصا وإصابة 311 آخرين إثر اشتباكات عنيفة بين آلاف من المتظاهرين المسيحيين كانوا يحتجون على إحراق كنيسة بمحافظة أسوان وبين عناصر من الجيش والأمن المصري إستنكارا دوليا واسعا. فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "حزنه العميق" لتلك الأحداث وناشد جميع المصريين " البقاء متحدين والمحافظة على روح التغييرات التاريخية لعام 2011 ". ودعا السلطة الانتقالية إلى "ضمان حماية حقوق الإنسان والحريات المدنية للمصريين من كل الأديان" مطالبا بان "تتسم الفترة الانتقالية بالسلمية والتنظيم والشفافية بما يلبي طموحات المصريين المشروعة وما يتضمنه ذلك من إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية تؤدي إلى إقامة حكم مدني". من جهتها ناشدت المملكة العربية السعودية "جميع الأشقاء في مصر بضبط النفس وتحكيم العقل والحفاظ على وطنهم الغالي الذي يعتبر القلب النابض للأمة العربية والإسلامية بلدا آمنا موحدا ومستقرا ومزدهرا". وقال مصدر سعودي مسؤول " تتابع المملكة بألم وأسى شديدين أحداث الإضطرابات الأخيرة التي تشهدها جمهورية مصر العربية الشقيقة وأدت إلى وفاة العديد من الضحايا الأبرياء". بدوره أعرب مجلس الوزراء الكويتي عن اسفه لتطورات الأحداث في مصر وشدد على تضامن الكويت قيادة وشعبا مع مصر من أجل الحفاظ على أمنها وسيادتها واستقرارها داعيا إلى "تجسيد الحكمة واعلاء المصلحة الوطنية العليا والحفاظ على الوحدة الوطنية التي عرفت بها مصر على مدى التاريخ". و للإشارة فإنه تم فرض حظر التجول في عدد من احياء وسط العاصمة من الساعة الثانية فجرا إلى السابعة صباحا حسب التوقيت المحلي لمحاولة اعادة الهدوء كما تم تعزيز الامن حول مبنى البرلمان ومقر مجلس الوزراء والمتحف المصرى القريبة من ميدان التحرير في القاهرة. وتعد أحداث ماسبيرو الأكثر دموية منذ الإطاحة بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك في 11 فبراير الماضي.