تونس - خرج آلاف المواطنين التونسيين من ضمنهم جماعات سلفية يوم الجمعة في مسيرات بتونس العاصمة " للتنديد " بعرض القناة التلفزيونية التونسية الخاصة " نسمة تي في " لفيلم إيراني -فرنسي مثير للجدل تضمن مشاهد فيها " تجسيد للذات الإلهية". ولقد جاب المشاركون في المسيرة شوارع العاصمة التونسية وطالبوا باغلاق هذه القناة قبل ان تقوم قوات الامن بتفريقهم باستعمال الغازات المسيلة للدموع. وكان ناشطون إسلاميون قد دعوا في وقت سابق إلى تنظيم "جمعة الغضب" للتنديد بإقدام قناة "نسمة تي في " على بث فيلم "بلاد فارس " بعد دبلجته إلى اللهجة العامية التونسية. كما حاولت جماعات سلفية مؤخرا الاعتداء على مقر القناة التلفزيونية (نسمة تي في ) لكن اجهزة الامن حالت دون ذلك وقامت بتفريق المتظاهرين مع اعتقال عدد منهم. ويرى الملاحظون ان هذه التوترات وقعت في الوقت الذي تستعد فيه تونس لتنظيم اول إنتخابات بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي يوم في 14 يناير الماضي. وبهذا الصدد رفع محامون تونسيون دعوى قضائية ضد القناة التلفزيونية التونسية المذكورة إتهموها فيها ب " تعمد إستفزاز المشاعر الدينية للشعب التونسي". وقبلت النيابة العامة هذه القضية حيث فتحت تحقيقا قضائيا في الموضوع فيما إستمع مساعد وكيل الجمهورية إلى أقوال السيد نبيل القروي المدير العام لهذه القناة الذي قدم اعتذاراته للشعب التونسي. ويروي الفيلم المذكور للمؤلفة والمخرجة الإيرانية "مارجان ساترابي" قصة فتاة إيرانية من أسرة متحررة تعيش أجواء الثورة الإسلامية في إيران التي قادها الإمام اية الله الخميني والتي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي سنة 1979. وكانت وزراة الشؤون الدينية التونسية قد دعت كافة التونسيين ووسائل الإعلام إلى ضرورة إحترام العقائد والمقدسات الدينية ووجوب الإلتزام بمبادئ السلم الإجتماعية والالتزام بأخلاقيات الدين الإسلامي المتسمة بالوسطية والإعتدال والحوار والتسامح وإحترام ثقافة الإختلاف والتوافق لحماية البلاد من كل الإنحرافات والمخاطر. و أمام هذه التطورات نددت العديد من الأحزاب السياسية التونسية بهذه "الأجواء المشحونة" حيث إستنكرت حركة النهضة الإسلامية التونسية محاولة إقتحام القناة التلفزيونية المذكورة وإعتبرتها "عملا معزولا " كما أعرب الحزب الديمقراطي التقدمي عن إدانته الشديدة لمحاولة إقتحام قناة "نسمة تي في" واستنكر في نفس الوقت أعمال العنف وإقتحام المؤسسات العامة بالقوة والإعتداء عليها ودعا جميع الأطراف إلى الإلتزام بالطرق السلمية والمدنية للتعبير عن توجهاتها.