اثار عرض فيلم ( بلاد فارس) الذي بثته مؤخرا قناة (نسمة تي في) التونسية الخاصة موجة احتجاجات واسعة شملت كل مناطق تونس تنديدا ب"المساس بالمقدسات الدينية للشعب التونسي" خاصة وان الشريط يتضمن مشهدا فيه تجسيد للذات الالاهية مما جعل مدير عام هذه القناة التلفزيونية السيد نبيل القروي يخرج عن صمته ليعبر عن اعتذاراته للمواطنين التونسيين. ويروي الفيلم المذكور للمؤلفة والمخرجة الإيرانية "مارجان ساترابي" قصة فتاة إيرانية من أسرة متحررة تعيش أجواء الثورة الإسلامية في إيران التي قادها الإمام اية الله الخميني والتي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي سنة 1979 . وجاء اعتذار السيد نبيل القروي بعد سلسلة الاحتجاجات التي اجتاحت سائر ارجاء البلاد والمنددة بعرض الفيلم فيما نفى المتحدث ان يكون قد قصد من وراء بث الفيلم "الإساءة للإسلاميين في تونس" . وكانت وزراة الشؤون الدينية التونسية قد دعت كافة التونسيين ووسائل الإعلام إلى ضرورة إحترام العقائد والمقدسات الدينية ووجوب الإلتزام بمبادئ السلم الإجتماعية والالتزام بأخلاقيات الدين الإسلامي المتسمة بالوسطية والإعتدال والحوار والتسامح وإحترام ثقافة الإختلاف والتوافق لحماية البلاد من كل الإنحرافات والمخاطر. وكانت جماعات سلفية قد حاولت الاعتداء على مقر القناة التلفزيونية (نسمة تي في) لكن اجهزة الامن حالت دون ذلك وقامت بتفريق المتظاهرين مع اعتقال عدد منهم. ويرى الملاحظون ان هذه التوترات وقعت في الوقت الذي تستعد فيه تونس لتنظيم اول إنتخابات بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي يوم في 14 جانفي الماضي. وامام هذه التطورات نددت العديد من الأحزاب السياسية التونسية بهذه "الأجواء المشحونة" حيث إستنكرت حركة النهضة الإسلامية التونسية محاولة إقتحام القناة التلفزيونية المذكورة وإعتبرتها "عملا معزولا". كما أعرب الحزب الديمقراطي التقدمي عن إدانته الشديدة لمحاولة إقتحام قناة "نسمة تي في" واستنكر في نفس الوقت أعمال العنف وإقتحام المؤسسات العامة بالقوة والإعتداء عليها ودعا جميع الأطراف إلى الإلتزام بالطرق السلمية والمدنية للتعبير عن توجهاتها .