الجزائر - أحيا سكان مدينة الجزائر يوم الأحد عيد الاضحى المبارك على غرار باقي الجزائريين و شعوب العالم الاسلامي في أجواء من الحبور والبهجة والتضامن اقتداء بسنة سيدنا ابراهيم عليه السلام. وقد جبل الجزائريون وككل عام على احياء هذه الشعيرة في جو ديني ملؤه التغافر والتراحم بين أفراد المجتمع في سلوك يعكس القيم السامية التي جاء بها الدين الاسلامي الحنيف كما يبرز أصالة الشعب الجزائري الذي لا يفوت هكذا مناسبة ليتذكر بالصدقة الفقراء وبالزيارة المرضى وبالترحم الموتى. و لا تكتمل فرحة العيد إلا باقتناء الاضحيات اذ عرفت نقاط البيع ومنذ نحو اسبوعين اكتظاظا بالمواطنين صغارا وكبارا من اجل شراء اضاحيهم كل حسب مقدرته المالية رغم "ارتفاع " الاسعار هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية. وقد اكتسحت الخرفان الاحياء السكنية صانعة فرحة الاطفال ولاسيما ان هذه المناسبة الدينية تزامنت مع العطلة الشتوية واستغلها الاطفال للتباهي على على اقرانهم بأضاحيهم المخضبة بالحناء. وبعد أداء صلاة العيد التي دعا فيها الائمة في خطبة العيد المواطنين الى التسامح والتآزر ونبذ عوامل التفرقة والفتنة يتوجه العاصميون الى نحر اضاحيهم وانصرفت ربات البيوت الى تنظيف احشاء الاضحية وطهي ما لذ وطاب لافراد العائلة والضيوف من مأكولات. وتنصرف بعد ذلك بعض العائلات الى زيارة اقاربها دون نسيان موتاها والدعاء لهم بالمغفرة. و تتواصل اجواء العيد في اليوم الثاني حيث تخصص العائلات عند تقسيم الاضحية جزء منها للصدقات على الفقراء والمساكين كما تخصص بعض العائلات كتفا او فخذا من الاضحية لاهدائه لبناتهن المتزوجات عملا ببعض العادات والتقاليد السائدة في بعض المناطق. ولا توفت عائلات فرصة هذه المناسبة السعيدة لاخذ ما يعرف ب" الهبة" اي الهدية التي تقدمها العائلات لخطيبة ابنائها في مثل هذه المناسبات. وحرصا على توفير كل ظروف الراحة والنظافة والامن للمواطنين في هذه المناسبة الدينية العزيزة على قلوب كل الجزائريين اتخذت السلطات المحلية جملة من التدابير والاجراءات. وفي هذا الاطار جندت مؤسسة "ناتكوم" لجمع النفايات المنزلية بولاية الجزائر أكثر من 6000 عون لجمع و إزالة النفايات المنزلية خلال يومي عيد الأضحى وفقا لبرنامج خاص تم تسطيره بالمناسبة. كما سخرت جميع الوسائل البشرية و المادية لتنفيذ برنامج ظرفي تم تسطيره بهذه المناسبة و يمتد الى غاية يوم الثلاثاء المقبل ناهيك عن تجنيدها ل5200 عون نظافة وأكثر من 1000 عون آخر للدعم و صيانة العتاد خصوصا أنه تم تخصيص 400 مركبة من مختلف الأحجام للقيام بمهمة التنظيف و جمع النفايات على أكمل وجه. بدورها استعدت المذابح بفتح أبوابها امام المواطنين الراغبين في نحر أضاحيهم بها كما حرصت على استحضار بياطرة للإشراف على سلامة لحوم الاضحيات صونا لصحة المواطن. وفي هذا الشان دعت وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات المواطنين إلى احترام بعض القواعد والاحتياطات الوقائية اللازمة خلال عيد الأضحى المبارك لتفادي عدوى الكيس المائي. وحثت الوزارة على ضرورة الالتزام ببعض الإحتياطات اللازمة أثناء نحر أضحية العيد نظرا لتعذر قيام المصالح البيطرية بمراقبة جميع فضلات الأضاحي. من جانبها وسعيا منها لضمان تنقل المواطنين لقضاء عطلة عيد الاضحى مع ذويهم وأهاليهم في احسن الاحوال سطرت شركة استغلال محطة الخروبة للنقل البري للجزائر العاصمة (سوقرال) برنامجا خاصا لضمان نقل حوالي 80.000 مسافرمن الجزائر العاصمة باتجاه الولايات الاخرى من الوطن بمناسبة عيد الاضحى المبارك. وجندت المؤسسة بالمناسبة حوالي 900 عونا يوميا للسهرعلى راحة المسافرين و مساعدتهم في التنقل في ظروف مريحة فيما يبلغ عدد الاعوان في الايام العادية - يضيف المتحدث- ما بين 400 الى 500 عونا يوميا. ولا يمكن الحديث عن قطاع النقل دون الاشارة الى دخول مترو الجزائر حيز الخدمة منذ أيام ليكون دعامة لوسائل النقل الأخرى التي يستعملها المواطنون بكثرة خاصة في مثل هذه المناسبات. و في سياق متصل ستكون محطات الخدمات التابعة للشركة الوطنية لتسويق و توزيع المنتوجات النفطية (نفطال) مفتوحة خلال يومي عيد الأضحى لضمان توزيع الوقود و قارورات غاز البوتان عبر كامل محطات الخدمات و نقاط البيع التابعة لشبكتها خلال النهار و الليل عبر كامل التراب الوطني. أما مصالح المديرية العامة للأمن الوطني على مستوى كل ولايات الوطن فقد وفرت التدابير الوقائية الخاصة بتأمين المرور كما عززت الإجراءات الوقائية من خلال نشر آليات المرور والدوريات الراجلة والمتنقلة على مستوى مناطق الاختصاص. وتجري هذه العملية لا سيما ببعض مفترقات الطرق ومشارف المدن و الأماكن التجارية و المرافق العمومية و محطات السفر و أماكن التنزه و حدائق التسلية والنقاط المرورية المشهود لها بالازدحام. مواطنون آخرون يحرصون على زرع البسمة والفرحة والأمل في وجوه اخواتهم واخوانهم من الذين حرموا من دفء الجو العائلي في هذه المناسبة الدينية كما هو الشأن بالنسبة للمرضى الذين اضطرتهم الظروف للبقاء في المستشفيات بهدف العلاج بحيث قام محسنون وجمعيات بتسطير برنامج يتضمن زيارات للمرضى وأخرى للطفولة المسعفة. جزائريون آخرون يقضون العيد في أماكن عملهم ضمانا لاستمرار الخدمة العمومية وراحة المواطن كرجال الامن والحماية المدنية و السلك الطبي وشبه الطبي وموظفي البريد وعمال النظافة والنقل ورجال الاعلام. ************* إحياء عيد الأضحى بغرب البلاد في أجواء من التآخي والتضامن وهران - أحيا سكان وهرانوالولاياتالغربية على غرار باقي مناطق الوطن ومسلمي المعمورة يوم الأحد عيد الأضحى المبارك في أجواء تسودها التآخي والتضامن وتطبعها فرحة الملاقاة بين العائلة والأصدقاء. وقد أدى جموع المصلين في صبيحة هذا اليوم المبارك صلاة العيد عبر مختلف مساجد المنطقة حيث ذكر الأئمة في خطبتيهم على وجه الخصوص بالسلوكات والأخلاق السامية التي يستوجب أن يتحلى بها المسلم إزاء أخوه المسلم. وأكدوا في هذا السياق على أهمية التكافل والتراحم وتقديم يد المساعدة للأخرين وإصلاح ذات البين والابتعاد عن الخصومات والفرقة والإقتداء بالقيم السامية التي تدعو إليها السنة النبوية الشريفة. وبعد أداء الصلاة وتبادل التهاني بمناسبة حلول العيد توجه المصلون إلى بيوتهم لنحر الأضاحي اقتداء بسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام. وتضفي فضول وسعادة الأطفال بهذه المناسبة الدينية نكهة خاصة على هذه اللحظات الراسخة في عادات ومعتقدات مجتمعنا ولو أن بعض هؤلاء البراعم يشعر بنحو من الحزن الظرفي جراء فراقهم للأضحية التي طالما انتظروا اقتناءها. وسرعان ما يختفي هذا الشعور بفضل رفق الكبار حيث تحل محله أجواء البهجة والتسلية وكذا الروائح الشهية للشواء ثم تجمع أفراد العائلة حول مائدة الغذاء. ويعد الاحتفال بعيد الأضحى المبارك فرصة لاستذكار الراحلين من أفراد العائلة والترحم على أرواحهم فضلا عن زيارة الأقارب والأصدقاء البعيدين وتفقد المرضى. وقد سمح التوفر التدريجي لوسائل النقل للعائلات بزيارة الأهل وتبادل التهاني ومقاسمة البعض من أوقات السعادة بهذه المناسبة. وبالمقابل فضل العديد من الأشخاص تقديم تهنئة العيد عن بعد باستعمال الرسائل القصيرة عبر الهاتف النقال والرسائل الالكترونية والكاميرا عن طريق الأنترنت وهذا بالنظر الى الطقس البارد السائد في هذه الأيام الخريفية. كما كانت العديد من الخدمات متوفرة في هذا اليوم منها محلات بيع المواد الغذائية والمخابز والمقاهي لتلبية حاجيات المستهلكين. ******** عيد الأضحى: منطقة وسط البلاد تحيي المناسبة في جو من الفرحة والتضامن البليدة - أحيت منطقة الوسط من البلاد اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك في جو من الفرحة والتآخي والتسامح والتضامن فيما بين أفراد المجتمع والتطلع إلى مستقبل أفضل يعود عليهم بالخير الوفير. فمنذ الصباح الباكر خرج جموع المصلين بولايات ( البليدة - المدية - الشلف - الجلفة - تيبازة - عين الدفلى - تيزي وزو - البويرة - بومرداس و بجاية) إلى المساجد في أبهى لباس لهم وهم يكبرون ويهللون ويسبحون ويحمدون الله لتأدية صلاة العيد. وبعد انتهاء الصلاة تبادل المواطنون التهاني والدعاء وشرعوا في ذبح أضحيتهم في جو من التعاون في سلخها ليقوموا بعدها بتوزيع جزء منها كما دعت إليه السنة وجرت عليه العادة على الفقراء والمحتاجين ومن لم يسعفهم الحظ هذا العام بشراء الأضاحي. ورغم رداءة الجو إلا أن المواطنين كبارا وصغارا غمرتهم فرحة عارمة بهذه المناسبة السعيدة وهم ينعمون باستتباب الأمن ورجوع الاستقرار إلى ربوع الوطن. وكانت هذه المناسبة فرصة للسلطات المحلية والجمعيات النشطة لعيادة المرضى بالمستشفيات ودور العجزة لتفقد أحوالهم وتقديم الهدايا لهم في أجواء ملؤها التآزر والتضامن فيما بين أفراد هذا المجتمع.