يحيي الشعب الجزائري يوم الثلاثاء على غرار باقي شعوب العالم الإسلامي عيد الأضحى المبارك اقتداء بسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام. وتتزامن التحضيرات لإحياء هذه الشعيرة كل سنة مع وقوف حجاج الله الميامين بالبقاع المقدسة بعرفة حيث بدأ ما يزيد عن مليوني حاج صباح اليوم الاثنين في التوافد إلى جبل عرفة للوقوف على صعيدها الطاهر -الركن الأساسي للحج- اقتداء بسنة سيدنا محمد، وبعد مغيب الشمس سينزل الحجيج الى مزدلفة . ولعيد الأضحى مغزى ديني عميق تقليدا لأثر سيدنا إبراهيم الخليل ولسنة نبينا محمد عليهما الصلاة والسلام . وقد جبل الجزائريون على إحياء هذه الشعيرة في جو ديني ملؤه التغافر والتراحم والتصدق والتزاور بين أفراد المجتمع . ولتمكين المواطنين من أداء شعائر عيد الأضحى المبارك في أحسن الظروف، اتخذت السلطات على المستوى المركزي والمحلي الإجراءات التنظيمية الضرورية من اجل تسهيل على الأفراد القيام بواجباتهم الشرعية والاجتماعية في ظل الأمن والسكينة والنظام. وفي هذا الإطار وحرصا على الصحة العمومية والنظافة تم اتخاذ إجراءات من طرف السلطات المحلية في المدن الكبرى لتنظيم عمليات بيع ونحر الاضاحي. ففي ولاية الجزائر حددت السلطات الولائية 110 نقطة مراقبة لبيع للخرفان موزعة على 43 بلدية وذلك لتلافي عرقلة السيرعبر الطرقات ولاسباب تتعلق بالنظافة والصحة العمومية. ومن جهتها، سطرت المصالح البيطرية حملات تحسيسية عبر وسائل الاعلام لضمان صحة المستهلكين .ففي ولاية الجزائر وعلى غرار المدن الكبرى عبر الوطن نظمت المفتشيات البيطرية خرجات ميدانية لفرق بيطرية متنقلة لمراقبة سلامة الأضاحي عبر نقاط البيع وكذا عبر المذابح البلدية التي ستبقى مفتوحة خلال يوم العيد لتقديم خدمات نحر الاضاحي للمواطنين. وعلى مستوى مصالح النظافة، اتخذت إجراءات استثنائية يوم العيد مثلما جرت عليه العادة، تخص تجنيد الوسائل لرفع نفايات الأضاحي من شوارع المدن الكبرى بعد الذبح. كما اتخذت السلطات الولائية اجراءات تتعلق بتنظيم الاسواق والمتاجر لاستمرار تمون المواطنين بصفة عادية بالمواد الاستهلاكية الأساسية خلال يومي العيد (الثلاثاء والأربعاء) وذلك طبقا لتعليمة وزارة التجارة المتعلقة بتعزيز تموين السوق الوطنية بالمواد الاستراتيجية الواسعة الاستهلاك خلال عيد الأضحى المتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع. وكانت الوزارة قد وجهت يوم الاحد تعليمة إلى المدراء الجهويين والولائيين للتجارة أكدت فيها على اتخاذ كافة الاجراءات القانونية والتدابير اللازمة وتعزيز الرقابة لضمان تفادي أي اضطراب في تموين السوق الوطنية بالمواد الأساسية. كما اتخذت وزارة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال من جهتها إجراءات بالتنسيق مع عدة بنوك لضمان وفرة السيولة النقدية في كل مكاتب البريد على مستوى التراب الوطني. ومن جهتها، أعلنت الاتحادات الوطنية للتجار والحرفيين ( اتحاد التجار والخبازين والناقلين...) عن برامج لضمان حد من الخدمات للمواطنين خلال يومي العيد وفقا للتنظيم. و في هذا الشأن اعلنت الاتحادية الوطنية للخبازين أن تلبية احتياجات المواطنين من مادة الخبز ستكون مضمونة حيث تقرر ابقاء مخبزة واحدة مفتوحة على الاقل في مستوى كل حي خلال يومي العيد . أما فيما يتعلق بخدمات نقل المسافرين فقد اعلن رئيس الاتحادية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع عن تجنيد 80 بالمائة من وسائل النقل على المستوى الوطني لاسيما حافلات النقل ما بين الولايات مع توفير الحد الادنى من الخدمة لوسائل النقل الحضري وشبه الحضري . ومن جهتها، وضعت المحطات البرية في المدن الكبرى برامج خاصا لتلبية الطلب المتزايد على وسائل النقل خلال ايام العيد لاسيما على الخطوط الطويلة وقد عمد البعض منها وضع في متناول المسافرين بالمناسبة دليلا يتضمن ساعات و تسعيرة التنقل من المحطة والى مختلف الولايات الاخرى. كما عمدت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بالمناسبة الى وضع برنامج خاص لتنقل قطارات الخطوط الطويلة مع الزيارة في حجم الاماكن في حين تم إجراء تعديلات على توقيت الرحلات الجهوية خلال يومي العيد.