الجزائر - ترتقب الأوساط الشعبية والسياسية الفلسطينية بعين متفائلة اللقاء المنتظر يوم غد بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل لإنهاء بنود المصالحة الفلسطينية وإعادة لم شمل البيت الفلسطيني لمجابهة التحديات المستقبلية. وبعد مرور ستة اشهر من اللقاءات بين فتح وحماس ظهرت دوافع قوية وغير مسبوقة لدى الطرفين تجاوزا من خلالها خلافتهما السياسية والتنظيمية لمواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني لا سيما بعد فشل اللجنة الرباعية في اقناع الاحتلال الاسرائيلي بالتوقف عن الاستيطان واعمال التهويد ضف إلى ذلك الموقف الامريكي الرافض لطلب فلسطين العضوية الكاملة في الاممالمتحدة. كما باتت المصالحة الفلسطينية تطرح نفسها أكثر من أي وقت مضى سيما بعد أن برر مجلس الامن رفضه التصويت على طلب حصول فلسطين على عضوية الاممالمتحدة بحجة وجود إنقسام داخلي فلسطيني. ويعتبر اللقاء بين عباس ومشعل الأول بينهما منذ توقيع اتفاق المصالحة الذي وقع في الثالث من ماي الماضي برعاية مصرية ونص على أن يكون أول بنوده تشكيل حكومة توافق خلال شهر من توقيع الاتفاق وإجراء انتخابات عامة خلال مهلة عام. ومن المنتظر ان يبحث عباس ومشعل تشكيل الحكومة للاعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة كما سيتم بحث عدد من الملفات العالقة بين الجانبين كملف منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني ومسألة الافراج عن المعتقلين السياسيين في كل من رام اللهوغزة. وقال مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي ان اللقاء سيبحث سبل تنفيذ المصالحة الفلسطينية على أرض الواقع كما سيتم الاتفاق على جدول زمني لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة وتحديد كيفية عمل المجلس الوطني الفلسطيني ومشاركة الفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية. وأضاف الدراوي انه من المتوقع أن "يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية بحيث لا يتعدى عمرها الستة أشهر فقط لتكون مهمتها العمل على إنهاء كافة الملفات العالقة وتهيئة الاجواء للانتخابات المرتقبة علما أنه فور انتهاء الطرفين من إكمال محادثات المصلحة سيتم تسمية رئيس الوزراء ومن ثم أسماء الوزراء المشاركين في الحكومة". وفي هذا الشأن أكد فوزي برهوم الناطق بإسم حركة حماس عدم وجود اسماء لتولي رئاسة الحكومة المقبلة مشيرا إلى وجود مقترحات ستناقش خلال لقاء يوم غد الذي إعتبره باللقاء "التاريخي" الذي سيناقش كافة النقاط الحساسة. ومن جهته أبز مدير مركز (بدائل) للأبحاث والدراسات في رام الله هاني المصري أن هذا اللقاء سيكون "مختلفا" في الدوافع والحاجة لتحقيق المصالحة لدى الطرفين. وفسر المصري ذلك بأن "(فتح) و(حماس) وكل الأطراف الفلسطينية مأزومة فكل طرف بحاجة إلى الأطراف الأخرى فلا المفاوضات نجحت أو قابلة للاستئناف وإذا استؤنفت فليس من المتوقع نجاحها والمقاومة معلقة لأن ثمنها في غزة مرتفع جدا ولأن المقاومة الشعبية تحولت في الضفة الغربية إلى شعار بات يردده الجميع من دون تطبيق عملي كامل". وقال عباس عن لقائه مع مشعل "سنتشاور ونتبادل الرأي في آفاق المستقبل مع حركة (حماس) التي تمثل جزءا مهما من الشعب الفلسطيني لأنه يهمنا جميعا". وتعلق العديد من الفضائل الفلسطينية آمالا كبيرة على نجاح لقاء عباس و مشعل بالقاهرة. وقال في هذا الاطار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل أبويوسف في تصريح للصحافة ان الشعب الفلسطينى يرغب في إنهاء سنوات الانقسام الذي أصبح مصلحة عليا للجميع خاصة فى ظل الضغوطات والممارسات الابتزازية التى تتعرض لها القيادة الوطنية من طرف اسرائيل. ونوه بأن الوقت بات مهيأ لإنهاء الانقسام الفلسطينى خاصة وأنه لا توجد مفاوضات فى ظل حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة ومواصلتها للاستيطان والحصار لقطاع غزة وتجميد أموال الضرائب وعدم التزامها بقرارات الشرعية الدولية. بدوره صرح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المفوض العام للعلاقات العربية عباس زكي إن أهم مرتكز للقوة حاليا هو وحدة الفلسطينيين خاصة وأنه لا توجد عوائق ولا مفاوضات ولا رهانات لحماس كما أن المنطقة باتت على أعتاب مرحلة جديدة. من جهتها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "ثاني أكبر فصيل فلسطيني في قطاع غزة" أنها "لا تمانع الحوار الثنائي بين حماس وفتح لإنهاء الانقسام ولكن قضايا مثل ترتيب البيت الفلسطيني ورسم سياسات مستقبل القضية يحتاج إلى أن يكون شاملا للجميع". ودعت في هذا الشأن إلى ضرورة أن يشمل الحوار جميع الفصائل الفلسطينية معتبرة أن اقتصار جلسات حوار المصالحة الفلسطينية على حركتي (فتح) و(حماس) فقط "سيحدث خللا كبيرا". وأكد القيادي في حركة الجهاد خضر حبيب في تصريحات صحفية اليوم أن اقتصار الحوار علىالحركتين "سيحدث خللا كبيرا" في الساحة الفلسطينية داعيا إلى "ضرورة إشراك كافة الفصائل الفلسطينية لوضع حلول جذرية لما تعانيه القضية الفلسطينية". ومن جهة أخرى أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) عزام الأحمد أنه سيعقد لقاء موسعا وشاملا يضم كل الفصائل الفلسطينية الموقعة على وثيقة المصالحة عقب لقاء عباس ومشعل"سيركز على الجانب السياسي وفي مقدمته ملف الانتخابات التشريعية التي تم التوافق على إجرائها في شهر ماي المقبل".