رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس، عقد لقاء مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس، خالد مشعل، بمناسبة الزيارة التي قام بها الى العاصمة السورية دمشق وعقده لقاء قمة مع الرئيس السوري بشار الاسد. وكان العديد من المتتبعين اشاروا الى ان زيارة عباس الى العاصمة دمشق، ستكون مناسبة لعقد لقاء مع خالد مشعل على ضوء آخر التطورات التي عرفتها العلاقات بين حركتي فتح وحماس وخاصة بعد التصريحات التي ادلى بها الرئيس الفلسطيني بداية الشهر الاخير واعلن خلالها استعداده اجراء مفاوضات مع حركة حماس، لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتسوية كل الخلافات بينهما بعد الاحداث التي صاحبت استيلاء حركة المقاومة الاسلامية على مقار اجهزة الامن الفلسطينية في قطاع غزة قبل عامين، وادى ذلك الى قطيعة نهائية بين اهم فصيلين في الخارطة السياسية الفلسطينية والانعاكاسات السلبية التي خلفتها على الوضع الفلسطيني العام. وقالت مصادر فلسطينية مقربة من الرئيس عباس لم تشأ الكشف عن هويتها امس، أن هذا الاخير التقى بزعيم حركة الجهاد الاسلامي رمضان عبد الله شلح ولكنه رفض عقد لقاء مع مشعل دون أن يعطي توضيحات حول اسباب هذا الرفض رغم انه توجه الى العاصمة السورية من اجل اعادة ترتيب البيت الفلسطيني. وكان عباس إلتقى قبل ذلك بنايف حواتمة رئيس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المقيم بدمشق، وماهر طاهر ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مباشرة بعد لقاء مع الرئيس السوري. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اكد بعد لقاء مع الرئيس عباس، أن بلاده تقوم حاليا بمساع من اجل ايجاد قاسم مشترك بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس في محاولة لاخراج الازمة الفلسطينية الداخلية من عنق الزجاجة الذي آلت اليه بعد القطيعة النهائية بين الحركتين. وكان الرئيس عباس دعا كل الفصائل الفلسطينية بعد لقائه بالرئيس الاسد الى وحدة الصف الفلسطيني من منطلق انه الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق الفلسطينية بما فيها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . وكان الرئيس الفلسطيني يشير الى المفاوضات التي يجريها مع الطرف الاسرائيلي حول قضايا الوضع النهائي وايضا الى تعهد الرئيس الامريكي جورج بوش بإقامة الدولة الفلسطينية قل نهاية العام الجاري. ولمّح صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في السلطة الفلسطينية الى مسؤولية حركة المقاومة الاسلامية حماس في رفض عباس للقاء مشعل بعد أن اكد أن هذه الاخيرة تصر على استمرار ما أسماه ب "الانقلاب في قطاع غزة كشرط للحوار". وقال:"أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر ولا يمكن قبوله قبل بدء الحوار الوطني". ومن جهة أخرى قال فوزي برهوم الناطق باسم حركة "حماس" في قطاع غزة أن الاحتلال الاسرائيلي ينتهج خطة تم ضبطها مسبقا من أجل استئصال الحركة في غزة والضفة الغربيةالمحتلة وهو ما ينفي ادعاءاته المتواصلة أنه يستهدف المقاومة وسلاحها. وأدلى المسؤول الفلسطيني بهذا التصريح تعليقا على الحملة التي بدأها جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس ضد كافة مؤسسات حركة حماس التعليمية والخدماتية في الضفة الغربية بهدف اغلاقها ومصادرة ممتلكاتها. وقال أن الخطوة التي بدأها جيش الاحتلال بإغلاق الجمعيات الخيرية والمؤسسات التي ترعى أسر الشهداء والجرحى والأيتام والفقراء والمعوزين تعد جريمة لا أخلاقية وغير انسانية ترتكب بحق كافة شرائح المجتمع الفلسطيني تحت سمع وبصر العالم أجمع دون أن يحرك أحدهم ساكنا.