يواصل الفلسطينيون بكافة أطيافهم العمل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لمجابهة الظروف الصعبة التي تواجه القضية الفلسطينية في الوقت الراهن وفي مقدمتها استمرار العدوان الإسرائيلي وتهديده بضرب قطاع غزة مجددا. ففي الوقت الذي تحاول فيه الأوساط السياسة تهيئة الأوضاع وتعبيد الطريق لتحقيق المصالحة الوطنية يتعال ضغط الشارع وفي مقدمته الحراك الشبابي الشعبي الذي يتظاهر في مختلف المناطق الفلسطينية من أجل سرعة إنجاز المصالحة الوطنية الشاملة. وفي خضم هذه التطورات التقى يوم السبت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالضفة الغربية بوفد عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برئاسة عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي تم خلاله مناقشة مبادرته من أجل تحقيق المصالحة الوطنية. وأعلن عباس خلال اللقاء أنه "لن يكون هناك سلام يحقق طموحات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس دون إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية". ووصف وفد الحركة اللقاء ب"المثمر" وأنه جرى في "أجواء ايجابية" مثمنا استعداد الرئيس عباس لزيارة غزة والالتقاء بقيادة (حماس) في القطاع وعلى رأسهم رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية متمنيا أن تكلل الزيارة بالنجاح في معالجة ما بقي من ملفات تتعلق بالمصالحة. وغداة هذا اللقاء أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن الرئيس عباس "ما زال بانتظار موافقة حركة حماس على مبادرته للتوجه إلى غزة" مشددا على أن "إنهاء الانقسام أصبح مطلبا إجباريا على كل من يدعي ويقول إنه يريد دولة فلسطينية ويريد استقلال فلسطين فعليه أن يعمل على إنجازه وبأسرع وقت ممكن". وكان الرئيس عباس اعتبر أن " مجرد زيارته والشروع في تشكيل حكومة بالتوافق والتحضير لظروف تسمح باجراء انتخابات حرة ونزيهة سيكون خطوة عملية باتجاه انهاء الانقسام" داخل الساحة الفلسطينية. وتتضمن مبادرة الرئيس الفلسطيني لانهاء الانقسام باستعداده الى التوجه إلى قطاع غزة فور موافقة حماس على المبادرة وتشكيل حكومة من شخصيات وطنية مهنية مستقلة تقوم بالبدء بالإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني والبدء بإعمار قطاع غزة المدمر. ويعد هذا هو أول لقاء بين عباس الذي يتزعم حركة التحرير الوطني (فتح) وقيادات من (حماس) منذ إعلانه في السادس عشر من هذا الشهر استعداده للذهاب إلى قطاع غزة من أجل إنهاء الانقسام الداخلي. وعقد بغزة ليلة يوم السبت اجتماعا دعت إليه حركة (حماس) وشاركت فيه الجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية وفصائل الممانعة تم خلاله الاتفاق على إنجاح جهود المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الإنقسام الداخلي فضلا عن الاتفاق على تهدئة ميدانية و"معاملة الإحتلال الإسرائيلي بالمثل". وبحثت الفصائل التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وكذلك ملف المصالحة الفلسطينية. وبالموازاة مع الحراك السياسي يواصل الشارع الفلسطيني الضغط من جانبه للتوصل الى فض الانقسام بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد. فقد واصلت "الحملة الوطنية الفلسطينية الشبابية لإنهاء الإنقسام" إعتصامها وفعالياتها وأنشطتها في كافة الميادين في محافظات فلسطين من أجل إنهاء الانقسام كما أعلنت اضرابا عن الطعام في صفوف أعضائها. وقالت الحملة في بيان لها اليوم إن "الشباب باقية في الميادين ولن تنهي اضرابها قبل استعادة الوحدة الوطنية"شاكرة مشاركة مواطنين من أراضي 48 في فعاليات الحملة من مسيرات الى تجمعات وإعتصامات وصولا للإضراب عن الطعام. واعتبرت أن " في هذه المشاركة تأكيد من شعبنا في الداخل على وحدة الدم والموقف والمصير". وشدد المتظاهرون على ضرورة انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية صمام الامان لانتصار الشعب الفلسطيني وتمكينه من مواصلة نضاله من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة وفي المقدمة حقه بالعودة الى دياره واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. ودعت الحملة اليوم الى تنظيم "مسيرة جماهيرية كبرى" يوم الاربعاء المقبل بمناسبة ذكرى (يوم الأرض) الفلسطيني للمطالبة بإنهاء الانقسام الداخلي. وأطلق الفلسطينيون منذ الخامس عشر من الشهر الجاري تظاهرات شعبية حاشدة في كل من الضفة الغربيةوغزة للمطالبة بإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف في وقت تصعد فيه اسرائيل من عدوانها على غزة ما يستدعي ضرورة توحيد الصفوف الفلسطينية قصد مجابهة أي عدوان تهدد سلطان الاحتلال بشنه على القطاع.