الجزائر - توجت زيارة دولة التي قام بها رئيس جمهورية موريتانيا الاسلامية محمد ولد عبد العزيز إلى الجزائر والتي دامت اربعة ايام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بصدور بيان مشترك والتوقيع على برنامج تنفيذي وأربع اتفاقيات تعاون شملت عدة مجالات. و أبرز الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة و ولد عبد العزيز في البيان المشترك اهمية تنفيذ توصيات وخارطة الطريق التي تم اعتمادها خلال الدورة العاشرة لمجلس المتابعة الجزائرية الموريتانية التي عقدت بالجزائر في الاسبوع الثاني من شهر نوفمبر الماضي. ودعا البيان المؤسسات العامة والخاصة والمتعاملين الاقتصاديين في البلدين إلى اعطاء دفع جديد للعلاقات الاقتصادية والتجارية وتوفير المناخ الملائم لمشاريع مشتركة لاسيما في مجالات الطاقة والمعادن والفلاحة و الصيد البحري. وعبر الرئيسان عن ارتياحهما للتعاون القائم في المجال الامني سواء على المستوى الثنائي ام على مستوى الاليات المشتركة التي وضعتها بلدان الميدان من اجل مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود. و فيما يتعلق بالاتفاقيات الاربع التي تم توقيعها بمناسبة هذه الزيارة فالاولى تخص "توأمة في مجال الصحة والتأمين المهنيين بين المعهد الوطني للوقاية من الاخطار المهنية للجزائر والمكتب الوطني لطب العمل لموريتانيا وتهدف إلى تأطيرالتعاون الثنائي الجزائري-الموريتاني في مجال الصحة والتأمين المهنيين. أما الاتفاق الثاني فيخص التعاون بين الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للأشغال العمومية والمخبر الوطني للأشغال العمومية لموريتانيا ويرمي إلى تأطير التعاون التقني بين البلدين في مجال مراقبة نوعية الانجاز والمطابقة مع المقاييس في مجال الأشغال العمومية. ويجسد الاتفاق ارادة الجزائر في مساعدة موريتانيا على التكفل بمشاريعها الخاصة بالأشغال العمومية لاسيما مشروع طريق تندوف-شوم (شمال موريتانيا) الذي يمتد على طول 1200 كلم منها 80 كلم تقع بالأراضي الجزائرية تم استكمالها. و فيما يتعلق بالاتفاق الثالث المتمثل في اتفاقية تعاون بين الديوان الوطني للتجهيزات والملحقات الخاصة بالمعاقين والمركز الوطني لتركيب الأعضاء و اعادة التأهيل الوظيفي لموريتانيا فيهدف إلى تأطير التعاون في مجال صناعة وصيانة التجهيزات واللوازم الموجهة للأشخاص المعاقين. ويتمحور الإتفاق الرابع حول عدم الإزدواج الضريبي بهدف تشجيع المتعاملين الإقتصاديين لكلا البلدين على الإستثمار في البلد الآخر بحمايتهم من الإزدواج الضريبي. من جهة اخرى يحصي البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال التكوين المهني سلسلة من النشاطات الرامية إلى إعطاء معنى ملموس للتعاون. و يتعلق الأمر بتبادل الزيارات بين الإطارات والأساتذة لكلا البلدين في إطار التكوين والزيارات الميدانية و منح الجزائر حصة سنوية لموريتانيا ب20 منحة للتكوين المهني بمعاهد التكوين الجزائرية. كما يتعلق الأمر بتوامة أربعة معاهد للتكوين المهني من اجل تشجيع التبادل بين هذه المؤسسات وإرسال مكونين من الجزائر إلى موريتانيا من اجل تكوين المعلمين الموريتانيين وتأطيرهم. وقد كانت هذه الزيارة فرصة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لاجراء محادثات معمقة تناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات والقضايا الدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك. ووصف الرئيس الموريتاني العلاقات الجزائرية-الموريتانية ب"الجيدة والممتازة" مؤكدا رغبة البلدين في تحسين وتطوير تعاونهما الثنائي لاسيما في المجال الإقتصادي. كما شدد الرئيس الموريتاني على ضرورة تعزيز التقارب بين الشعبين مؤكدا أن الطريق البري بين الجزائر و موريتانيا الذي هو في طور الإنجاز "من شأنه أن يقرب اكثر بين الشعبين". وإستطرد قائلا في نفس السياق "ذلك هو الهدف الأساسي لان العلاقات بين البلدين تاريخية ومن واجبنا كقادة ان نقرب مهما أمكن الشعوب فيما بينها" معربا عن يقينه في تطور العلاقات الثنائية أكثر في المستقبل و"ذلك لمصلحة البلدين و الشعبين". و قد اغتنم الرئيس الموريتاني فرصة وجوده في الجزائر ليقوم بزيارة إلى ولاية قسنطينة أين زار أهم المواقع التاريخية والثقافية لسيرتا القديمة واطلع على المشاريع الكبرى التي تنجز حاليا على مستوى الولاية.