موسكو - أشار وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي يوم الثلاثاء بموسكو إلى أن الظرف الحالي في الجزائر و روسيا يتيح تطلعات "أوسع" في مجال التعاون. و خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف صرح مدلسي قائلا إن "الظرف في الجزائر و روسيا يتيح تطلعات أوسع تمخضت عن اجتماع اللجنتين المختلطتين العسكرية و الحكومية خلال الأسابيع الماضية بموسكو". و أشار وزير الشؤون الخارجية إلى أن هاتين اللجنتين أعدتا خارطة طريق "جد مرضية". و استطرد يقول "سنقوم بالتالي بدعم هذه الجهود و جهود المؤسسات الروسية الراغبة في الاستثمار في الجزائر" مبرزا تطابق وجهات النظر بين الطرفين حول معظم المسائل الدولية. و لدى تقييمه للأشواط التي قطعت منذ التوقيع على معاهدة الشراكة بين البلدين منذ 10 سنوات خلت نوه ب"التقدم المعتبر" المحرز في مجال التعاون العسكري و كذا التعاون الطاقوي و التجاري و الثقافي. من جهة أخرى أشار مدلسي إلى أنه أطلع رئيس الدبلوماسية الروسية على الإصلاحات السياسية و الاقتصادية التي أعلنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في خطابه للأمة في 15 أبريل 2011 لاسيما من خلال تحسين نصوص القوانين "ذات التأثير الخاص" على الحياة السياسية و الانتخابات. كما استعرض الوزيران الأزمات التي تشهدها بعض البلدان. و قال مدلسي في هذا الصدد "لقد سجلنا بارتياح أن هذه الأزمات في طريق الحل حاليا كما هو الأمر بالنسبة لليبيا" مضيفا "أتمنى أن يكون الأمر كذلك و بسرعة بالنسبة لليمن". و فيما يتعلق بالوضع في تونس و المغرب أشار إلى أنه يبقى "مستقرا" و انه سيمكن هذان البلدان من التوفر "في أقرب وقت" على حكومات ناجمة عن أغلبية سياسية جديدة. وقال مدلسي "ان الجزائر وهذه الحكومات تعمل يدا بيد لفتح افاق تعاون ثنائي ومغاربي اكثر ايجابية". وبالنسبة لهذه النقطة الاخيرة اعرب الوزير عن الامل في ان "يرى المغرب العربي - الذي عبر عن الارادة في المضي بعيدا إلى الامام في عملية الاندماج الاقتصادي- يلعب دورا اكثر اهمية في الفضاء المتوسطي وايجاد الطريق المؤدي إلى تعاون اكثر تضامنا". وعند تطرقه للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني اشار وزير الشؤون الخارجية إلى "التقدم" الذي تم احرازه حيث ان الفلسطينيين "اقتربوا بعضهم ببعض" متمنيا ان تفتح هذه المصالحة افاقا سياسية حتى تجري المفاوضات التي ستنطلق في يوم من الايام مع اسرائيل في كنف الوحدة والتضامن". وتابع مدلسي يقول "لقد سجلنا بكل اهتمام عملية اطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين خلال الاسابيع الماضية ونتمىان يتواصل هذا المسعى ويتعزز" معبرا عن ارتياح الجزائر لانضمام فلسطين في منظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ومذكرا بان الهدف النهائي هو انشاء دولة فلسطين وهو الهدف الذي تسعى من اجله روسيا. و كان الوضع في منطقة الساحل ضمن جدول اعمال السيدين مدلسي ولافروف. و اكد مدلسي في هذا الصدد "تحذو بلدان الميدان (الجزائر-مالي-موريتانيا-النيجر) سويا الارادة في تقديم مساهمة حاسمة سواء في مكافحة الارهاب او في التنمية من خلال الشراكة". و اختتم يقول "يسعدنا ان نقول في هذا المضمار بان الشراكة هي عامل ثابت فيما تبذله روسيا من مساع في المنطقة".