واشنطن - أكد محللون أمريكيون أن قضية المنظمات غير الحكومية الأمريكية المتهمة بممارسات نشاطات سياسية غير قانونية "تلخص المشاكل و التناقضات في العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية و مصر التي تسعى إلى صياغة علاقات أخرى في ظل الأحداث السياسية الحالية. و أشار ستيفن كوك المختص في قضايا الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية ثينك ثانك إلى أن "العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية و مصر كانت ستدهور لا محال" بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. و أوضح أن الوضع في مصر حرج و أن المسؤولين العسكريين السامين و الأوساط السياسية يجدون في قضية المنظمات غير الحكومية "مصلحة" و وصل بهم الأمر إلى التضحية ب 3ر1 مليار دولار التي تمنحها الولاياتالمتحدة سنويا. و أضاف كوك أنه عندما تم الشروع في منح هذه المساعدة لمصر بداية من الثمانينات "لم يكن الاقتصاد المصري متطورا كما هو الحال اليوم". و يعتبر العديد من المصريين أنه يجب على بلدهم التخلي عن هذه المساعدة التي تنظر على أنها دعامة للتدخل الأمريكي. من جهته أشار نائب رئيس المجلس جامس ليندساي إلى أن "الامتنان ليس الهدف الرئيسي من المساعدة المالية التي تقدمها الولاياتالمتحدةالأمريكية علما أن هذه الأخيرة تمنح مساعداتها على أساس حسابات من شانها أن تخدم مصالحها الإستراتيجية. و أوضح ذات المتحدث انه "من المؤكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لها مصالح لاسيما في ظل المرحلة الانتقالية التي تجري في مصر". وبعد ان ذكر بان الولاياتالمتحدة كانت الراعية لمعاهدة السلام المبرمة بين اسرائيل ومصر في 1979 مقابل استرجاع كل الاراضي التي خسرتها ابان حرب اكتوبر 1973 ومساعدة خارجية بقيمة (1) مليار دولار سنويا يعتقد كوك انه خلافا للمظاهر فان الولاياتالمتحدة ومصر "بعيدتان علي ان يكونا صديقين". ويري كوك ان هذه المعاهدة للسلام تختلف النظرة اليها في مصر عما هو عليه الحال في الولاياتالمتحدة: "فمصر لم تشهد الازدهار الذي تم الوعد به في سياق المعاهدة والارسرائيليون لم يوفوا ابدا بعهدهم فيما يخص الدخول في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين الذين كانوا مع ذلك طرفا في اتفاقات كامب دافيد في 1978 ". ويعتقد ان المصريين ينظرون "الي هذه المعاهدة علي انها سلم العار". "في مصر ما بعد مبارك التي اضحت مفتوحة اكثر من السابق "فهذه الاراء ازاء الولابات المتحدة كفيلة بان يشعر بها في السياسة المصرية". ويخلص كوك الي القول بان قضية المنظمات غير الحكومية "تلخص المشاكل والتناقضات" التي تميز العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر مابعد مبارك وحتي ما قبل الانتفاضة. وقال "ان هذه العلاقة التي كانت قائمة علي وعود كانت مبنية علي قواعد استراتيجة متينة للتصدي للتغلغل السوفياتي في المنطقة وتوسيع محيط جهود السلام الاسرائيلية العربية ومساعدة الولاياتالمتحدة في حال وقوع نزاع في الخليج الفارسي". واضاف يقول "ومع ذلك فكل هذه العلل التي كانت ترتكز عليها هذه العلاقة لم تعد قائمة". "بالاضافة الي ذلك فالتغيير الذي طرا والواقع السياسي الجاري حاليا في مصر "يختلف عن العلاقة الاستراتيجية التي اقامتها الولاياتالمتحدة مع هذا البلد خلال الثلاثين سنة الماضية". ويعتبر ان مصر ما بعد مبارك تريد ان تكون لها علاقات من نوع اخر مع الولاياتالمتحدة "التي من مصلحتها ان تفكر مليا في طريقة اعادة النظر "في العلاقات الثنائية".