تمنراست - تميزت فعاليات عيد الجمل في طبعته الثانية الذي أشرف على انطلاقها يوم الخميس بتمنراست وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى بمشاركة واسعة للمربين الذين وفدوا من عدة ولايات. ويشارك في هذه التظاهرة الفلاحية التي يحتضنها وادي " تين تارابين " ببلدية " طازروك" (180 كلم جنوب عاصمة الولاية ) والتي تنظمها الغرفة الفلاحية بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية هذا الخميس و غدا الجمعة مربي الإبل من ولايات إيليزي و غرداية و ورقلة و أدرار وتمنراست. وقد تزينت منطقة وادي "تين تارابين" الساحرة برزم من نبات "الألوات" كما يسميها التوارق والتي تعتبر من الأعشاب الصحراوية التي يفضل تناولها الجمل مما أعطى لهذا الفضاء الصحراوي الهادئ ديكورا رائعا متناسقا مع خصوصيات هذه التظاهرة الفلاحية التي كان ينتظرها المربون بتفاؤل كبير. و تميزت وقائع عيد الجمل المعروف لدى التوارق ب " إمني ناميس" بتنظيم معرض كبير لقطعان الإبل للتعريف بهذه الثروة الحيوانية الهامة حيث ستكون الفرصة للمشاركين أيضا لإبراز ما يقومون به من جهود في مجال نشاط تربية الإبل. ومن بين الأهداف المتوخاة من هذه التظاهرة تثمين هذه الثروة الحيوانية والتعريف بفرص الإستثمار المتاحة والمتعددة في مجال نشاط تربية الإبل سيما بالنسبة للشباب الباحثين عن فرص الشغل ومن بينها ما يتصل بنشاط جمع حليب النوق الذي يعد من أجود أنواع الحليب بالنظر لقيمته الغذائية العالية وهذا إلى جانب إبراز الجهود التي تبذلها السلطات العمومية من أجل المحافظة على ثروة الإبل كما ذكر المنظمون. وتشكل هذه الطبعة الثانية من عيد الجمل التي تحمل هذه السنة شعار" الجمل تراث السلف وآفاق الخلف" مناسبة سانحة للمربين للتشاور وتبادل وجهات النظر حول واقع ثروة الإبل وكيفية ترقية نشاط تربيتها بالمناطق الصحراوية إلى جانب رصد الصعوبات التي تواجه المربين. وأعرب العديد من مربي الإبل بالمناسبة عن "ارتياحهم" للمشاركة في هذا الموعد الذي يتكرر كل سنة فقط مثمنين المجهودات التي تقوم بها الدولة من أجل المحافظة على هذه الثروة الحيوانية وترقية نشاط تربيتها حيث يبرز ذلك من خلال العمليات المختلفة الموجهة لمرافقة ودعم المربين على غرار توزيع بعض أصناف الأعلاف مجانا وفي مقدمتها مادة الشعير و حفر الآبار الرعوية لإرواء المواشي والتكفل بجانب الوقاية من خلال المتابعة المنتظمة للصحة الحيوانية وتنظيم حملات التلقيح. و باعتبار أن مربيي الإبل هم من البدو الرحل وفي إطار عملية التكفل باحتياجاتهم فإنه يجري حاليا إعادة تأهيل 20 بئرا رعوية منها 10 قد تمت بها الأشغال و ثمانية أخرى قيد التأهيل وذلك ضمن عملية ممولة من صندوق مكافحة التصحر كما أوضح مسؤولو المصالح الفلاحية. كما رصد مبلغ قدره 9 ملايين دج لإنجاز 15 بئرا جديدة في مناطق مختلفة من تراب ولاية تمنراست حيث تم إشراك المربين أنفسهم في اختيار مواقع هذه الآبار حسب ذات المصدر. ولمساعدة المربين المتضررين من الجفاف الذي عرفته المنطقة فقد تم توزيع كمية تقدر بأكثر من 85.000 قنطار من الشعير و الذي استفاد منه 3.224 مربي. و تقدر ثروة الإبل بهذه المنطقة بما يفوق 20 ألف رأس حيث تشكل النوق ما نسبته 80 في المائة من هذه الثروة الحيوانية بعدد يتجاوز 8.000 مربي كما أوضح مسؤولو الغرفة الفلاحية لولاية تمنراست. و ضمن فعاليات هذا المهرجان دائما أعلن مسؤولو الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي وفي إطار جهود مرافقة المربين عن توفير سيارتين رباعيتي الدفع مجهزتين بوسائل مراقبة الصحة الحيوانية والتي ستؤطر من قبل بياطرة الذين سيقومون بجولات ميدانية منتظمة لمراقبة الصحة الحيوانية عبر المناطق النائية التي يتواجد بها المربون وذلك وفق البرنامج المحدد من قبل مديرية المصالح الفلاحية. ومن جهتهم قام مسؤولو سوناطراك بمناسبة هذا الحدث بتوزيع نحو 16 فرن للطبخ تشغل بالطاقة الشمسية لفائدة عدد من العائلات من البدو الرحل المشاركة في هذه التظاهرة. ويتضمن برنامج هذه الطبعة من عيد الجمل العديد من الأنشطة من بينها إقامة معرض مخصص للتعريف بنماذج من الوسائل المستعملة وطرق تربية الجمل وكيفية ترويض هذا الحيوان المعروف ب" سفينة الصحراء" وكذا عرض مختلف المنتجات المستخلصة من الإبل وفوائدها للإنسان مثل الجلود و الصوف والحليب وغيرها. وبرمج على هامش هذا الحدث يوم دراسي بمشاركة المربين الذي سيناقش فيه واقع وآفاق تربية الإبل بالمنطقة وتسليط الأضواء على مختلف المعوقات التي تعترض نشاط تربية الإبل بمناطق الجنوب. كما سيكون الموعد أيضا لتنظيم سباق المهارى بمشاركة متسابقين من الرجال و النساء و تنظيم مسابقة أحسن ناقة حلوب و اختيار أحسن عارض ممتطي للجمل وأجمل قطيع من الإبل حسب المنظمين.