سمارة (مخيم اللاجئين الصحراويين) - طالب النائب الأول لرئيس بلدية ريس أورونجيس (فرنسا) آنج بالانزو يوم الأحد بمخيم سمارة المترشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية بإدراج القضية الصحراوية في برامجهم و التعبير بوضوح عن موقفهم إزاء هذه القضية. و قال بالانزو (اشتراكي) ل (وأج) قائلا "ننتهز فرصة الانتخابات الرئاسية المقبلة لنطلب من المترشحين إدراج القضية الصحراوية في برامجهم و التعبير بوضوح عن نواياهم و موقفهم بشأن هذه القضية في حال انتخابهم". و اعتبر ذات المتحدث أن الرئاسيات الفرنسية تعد المناسبة الملائمة للتعبير عن صوت الصحراويين بفرنسا و تحسين تعريف الشعب الفرنسي بقضية الصحراويين و لاسيما "للضغط على أولئك الذين يوقفون الملف على مستوى مجلس الأمن. و أردف يقول "يجب أن نناضل من أجل تثمين حقوق الشعب الصحراوي و إعلام الشعب الفرنسي بموقف سلطاتنا حول القضية" معتبرا أنه إذا فاز اليسار في الانتخابات "يمكن أن يكون هناك أمل" و في حال إعادة انتخاب الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي "لن يكون هنالك للأسف أي أمل و يجب الكفاح باستمرار". و تأسف بالانزو الذي زار للمرة الأولى مخيمات اللاجئين الصحراويين ليشاطرهم أجواء الاحتفال بالذكرى ال36 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية "لكون فرنسا ترفض دائما دعم الشعب الصحراوي الذي أخذت منه أرضه بالقوة". و أشار إلى أن الشعب الفرنسي "لا يعي ما يحدث في الصحراء الغربية". و صرح قائلا "لم أتوقع أن يكون الوضع بهذه الخطورة و أن +جدار العار+ (الذي يقسم الصحراء الغربية إلى نصفين) الذي أزوره للمرة الأولى محمي بملايين الألغام". و استطرد قائلا "زرت جدار برلين خلال الحرب الباردة و كان من الممكن الاقتراب منه. لكن الأمر مختلف مع الجدار العسكري المغربي المليء بالألغام و الذي تسبب في سقوط العديد من الضحايا". و أكد المدافع عن القضية الصحراوية الذي أشاد بحسن ضيافة الجزائر التي تستقبل على أراضيها لاجئين صحراويين فروا من قمع الجيش المغربي أنه لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر مشيرا إلى أنه "يجب على الصحراويين استعادة استقلالهم و يجب على كل واحد منا الضغط على الحكومة الفرنسية لكي تغير موقفها الداعم للمملكة المغربية". و دعت المحامية الفرنسية إيليز تولي في ذات السياق المترشحين للرئاسيات الفرنسية إلى إدراك وضع الشعب الصحراوي سواء في مخيمات اللاجئين و الأراضي المحتلة من قبل المغرب. و اعتبرت المحامية التي تزور مخيمات اللاجئين للمرة الأولى أنه يجب على كل المترشحين مهما كان توجههم أن يأخذوا القضية الصحراوية بعين الاعتبار. و أضافت قائلة "عندما تتعرف النخبة بجدية على القضية الصحراوية العادلة ستكون مجبرة على دعمها و الكف عن عرقلة حق الصحراويين في تقرير المصير. لا يوجد هناك حل أمام فرنسا سوى الاعتراف بأن الكفاح الصحراوي عادل". و قد أرجعت المحامية دعم فرنسا للاحتلال المغربي للصحراء الغربية لحماية مصالحها بالمغرب. في نفس الاتجاه أكدت المتحدثة أنه "ليس بامكان فرنسا أن تغضب السلطات المغربية لأنها تريد حماية مؤسساتها" منددة بصمت وسائل الاعلام حول نزاع الصحراء الغربية. كما أعربت اليز تولي عن آسفها كون "الفرنسيين غير مطلعين على النزاع الصحراوي و لا يعرفون معاناة الشعب الصحراوي". من جهة أخرى عبرت المحامية عن غضبها لما يعيشه الشعب الصحراوي داعية فرنسا إلى مراجعة موقفها حول هذا النزاع الذي يدوم منذ أكثر من ثلاثين سنة. و قد وصفت المتحدثة "جدار العار" الذي زارته أمس السبت ب"مساس بحقوق الانسان" موضحة أنها تعتزم بمجرد عودتها إلى باريس مباشرة حملة من خلال تنظيم مناقشات و روبورتاجات مصورة و معارض للصور لتحسيس وسائل الاعلام حول مأساة الشعب الصحراوي الذي نهبت أراضيه. كما لاحظت تقول "غالبا ما تتناول وسائل الاعلام الاسبانية القضية الصحراوية في حين ترفض وسائل الاعلام الفرنسية ذلك". و قد أعربت اليز تولي التي حضرت محاكمة السجناء السياسيين الصحراويين بصفتها ملاحظة عن "صدمتها" لسير المحاكمة التي كان القضاة خلالها ينتظرون "الأوامر" من السلطات المغربية. و يقوم الوفد الفرنسي المكون من حوالي عشرة منتخبين محليين و محامين و نقابيين و أعضاء من المجتمع المدني و برلمانيين و ممثلي جمعيات مساندة الشعب الصحراوي منذ أمس السبت بزيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين.