سطيف - دعا المشاركون يوم الخميس بالعلمة بولاية سطيف في أشغال الملتقى الوطني الثالث حول المجاهد الراحل مسعود زقار إلى إنشاء مؤسسة تحمل اسم هذه الشخصية الرمز التي كرست حياتها لخدمة القضية الوطنية. و أوضح أستاذ العلوم السياسية و الإعلام بجامعة الجزائر الدكتور أحمد عظيمي في افتتاح أشغال الملتقى الوطني الثالث حول شخصية المجاهد الراحل مسعود زقار أن الوقت "قد حان" لإنشاء مؤسسة تكون شبيهة بمؤسسة الأمير عبد القادر "تستطيع تتبع آثار هذا المجاهد البطل". وذكر الدكتور عظيمي أن هناك "اهتماما بالغا" من طرف جزائريين و أجانب مستعدون لإنتاج أفلام و شرائط وثائقية حول هذه الشخصية التي "لطالما كانت لغزا محيرا لدى الكثيرين على الصعيدين الداخلي و الخارجي". وذكر المحاضر بحنكة ابن مدينة العلمة و ذكائه في خدمة الثورة وقدرته على التغلغل في المخابرات الفرنسية لمعرفة ما يجري في صفوف المستعمر ليقوم بنقلها إلى جيش التحرير الوطني عن طريق المجاهد عبد الحفيظ بوصوف. كما دعا إلى دراسة كل فترة من فترات حياة هذا المناضل خاصة فيما يخص نشاطاته و تنقلاته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية و استمالته لعائلتي كينيدي و روك فيلر لدعم القضية الجزائرية و كذا علاقاته مع ضباط مغربيين. وأضاف أن البحث في مسيرة مسعود زقار و نشاطاته النضالية "سيمكن لا محالة من التوصل إلى حقائق تتعلق بتاريخ الثورة الجزائرية لا تزال إلى اليوم مقفلة و سرية للغاية ". وتم التطرف في هذه المحاضرة إلى فترة 1965 -1979 التي اعتبرها المحاضر "هامة جدا" في حياة من كان يلقب "رشيد كازة" أو"البحري" أو أيضا "السيد هاري". وذكر الأستاذ عظيمي أن هذه الفترة التي "يكتنفها الكثير من الغموض كان زقار خلالها يقوم بمهام اقتصادية و استخباراتية لصالح الجزائر" . ومن جهته دعا الدكتور محي الدين عميمور الشباب الذين حضروا هذا اللقاء الذي جرى بالمجمع الثقافي جيلالي امبارك بمدينة العلمة إلى التمسك بتاريخ البلاد من خلال البحث في نضالات أبطالها ". و اعتبر الدكتور عميمور أن هناك جزءا من تاريخ الوطن لا يجب أن يموت و على الأجيال القادمة بأن تتمسك به من أجل أن ترتقي. و بدوره دعا رئيس المجلس الشعبي لبلدية للعلمة بلخير ليتيم إلى ترسيم هذه التظاهرة و إعطائها بعدا وطنيا يليق بسمعة و مكانة المجاهد الراحل مسعود زقار لتكون بذلك نقطة انطلاقة لإنشاء مؤسسة تحمل إسمه. و وجه نداء بالمناسبة إلى "كل الذين بحوزتهم أية معلومات" تتعلق بحياة و مسيرة هذا الرجل لتقديمها للجهات المعنية من أجل تحقيق التواصل بين الأجيال و تعريفهم بهذا الرمز الشامخ من رموز هذا البلاد. واعتبر أن شهادات رفقاء المجاهد مسعود زقار هي " لبنة " لإثراء جانب من جوانب تاريخ الجزائر العظيم و إثراء مسيرة هذا المجاهد البطل. ويعد المجاهد مسعود زقار أحد "أبرز" رجال المخابرات الجزائرية و "بطلا حقيقيا" عاش لأجل الجزائر و وهب نفسه و ماله لأجلها حيث كان أول من أنشأ ورشة لصناعة الأسلحة (البازوكا) خلال حرب التحرير بالقرب من مدينة الناظور بالمغرب كانت في ظاهرها ورشة لصناعة الملاعق و الشوكات. وكان أثناء الثورة التحريرية يقوم بإمداد جيش التحرير بالسلاح و أجهزة الاتصال حيث تمكن من تطوير جهاز إرسال حصل عليه من قاعدة عسكرية أمريكية كانت متواجدة في المغرب تعود إلى الحرب العالمية الثانية و استغله كجهاز بث لإذاعة "صوت الجزائر" في المغرب بداية من 16 ديسمبر 1956. وتم بالمناسبة عرض شريط مصور حول نشأة و حياة هذه الشخصية و مسيرتها النضالية ضمت شهادات حية لمجموعة من المجاهدين و أعيان المدينة الذين عاشوا مع مسعود زقار أمثال المجاهد السعيد قوطالي و خالد منصوري و بلعوكلي بن يحيى و لحسن لوصيف. وكانت سلطات ولاية سطيف قد تنقلت قبل انطلاق أشغال هذا الملتقى إلى قبر مسعود زقار بمقبرة العلمة حيث تم قراءة فاتحة الكتاب على روحه و وضع باقة من الزهور. و يذكر أن مسعود زقار توفي سنة 1987 بالعاصمة الإسبانية مدريد و نقل جثمانه إلى مدينة العلمة حيث شارك في تشييع جنازته شخصيات سامية في الدولة و وزراء سابقون و رجال أعمال و دبلوماسيون أجانب.