فتحت، أمس، مراكز الاقتراع الروسية أبوابها أمام أزيد من مائة مليون ناخب روسي لاختيار الرئيس الجديد للبلاد وسط مؤشرات كبيرة جدا لفوز رئيس الوزراء فلادمير بوتين من خلال تبادل الأدوار بينه وبين الرئيس الحالي ديمتري ميدفيدف في سيناريو يعيد النظام الروسي إلى شكله القديم قبل خمس سنوات. وتجرى هذه الانتخابات بعد مضي 4 أشهر بالضبط على الانتخابات البرلمانية التي أعطت للرئيس القادم فرصة لتولي الحكم لمدة أطول مع مزيد من الصلاحيات. سمحت روسيا بحضور حوالي 654 مراقب دولي للإشراف على إدارة الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها خمسة مرشحين يعتبر فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الحالي، الأوفر حظا من بين المنافسين الآخرين الخمسة؛ غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي الروسي، فلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، سيرغي ميرونوف زعيم حزب ”روسيا العادلة” وميخائيل بروخوروف رجل الأعمال والمرشح المستقل. وجاءت خطوات السلطات الروسية بفتح المجال للمراقبين الدوليين لحضور عمليات الاقتراع، للرد على أصوات المعارضة التي اتهمت النظام الروسية وفلادمير بوتين بعقد صفقة مع الرئيس الحالي للبلاد دمتري مدفيدف لضمان فوز بوتين، وهي الرواية التي دفعت بغريغوري يافلينسكي عضو اللجنة السياسية لحزب ”يابلوكو” الذي يعد أحد أبرز الأحزاب المعارضة لإعلان مقاطعته للانتخابات، وذلك بعد أن قال إن لجنة الانتخابات المركزية اكتشفت فضيحة كبيرة للتزوير تمثلت في قيام النظام بتزوير ما نسبته 25٪ من إجمالي التواقيع المجموعة من قبله. ورغم أن الدستور الروسي يقر بحق الرئيس للترشح لعهدة ثانية إلا أن ميدفيدف رفض الترشح وذلك لفتح الأبواب أمام بوتين للترشح للرئاسة ليصبح بوتين بذلك مرشح مؤتمر حزب ”روسيا الموحدة” الذي يحظى بتأييد ودعم من مدفيدف الذي يستعد لتولي منصب رئيس الوزراء في حال فوز بوتين، لتعود مقاليد النظام في روسيا إلى شكلها خلال خمس سنوات عندما كان بوتين رئيس الدولة ومدفيدف رئيس الوزراء. وتستعد المعارضة الروسية للخروج في مسيرات واعتصامات عقب الإعلان عن النتائج التي من المقرر عرض تقرير مفصل عنها يوم 18 مارس الجاري، وتصف المعارضة الروسية النتائج بالمعدة سلفا وهو ما تعتبره المعارضة أنه سيناريو خطير في مسيرة روسيا. وأوضحت تقارير المعارضة الروسية أن فرصتهم الأخيرة للاحتجاج على النتائج يجب أن تتم بشكل حضاري عبر الاحتجاج السلمي ونصب الخيام أمام مبنى الكرملين وإقامة ما يصفونه بالروسية الميدان على غرار ما حدث في كييف عاصمة أوكرانيا أبان أحداث الثورة البرتقالية متعمدين التصعيد في مواجهة السلطات المحلية.