يشكل التسيير العمومي أو الخاص للماء محور أشغال المنتدى العالمي السادس للماء الذي تتواصل يوم الأربعاء بمرسيليا حيث يتواجه مؤيدو و معارضو خوصصة هذا المورد على أساس النشاطات المكثفة التي تقوم بها المنظمات غير الحكومية. كما يحضى ما يفوق عن 400 رئيس بلدية و ممثلين عن رؤساء الوفود الحضرية في إطار ندوة السلطات المحلية و الإقليمية باهتمام محترفي قطاع الماء لحثهم على التوجه نحو تسيير منتدب للمورد و لازالت النقاشات حادة و الرهانات جد ضخمة. و دعا ممثل عن منظمة الخدمات العمومية الدولية لجعل مصالح الماء و التطهير عمومية معتبرا أن هذا النظام يضمن الإستفادة من الماء "إلى الجميع بفضل أسعار إجتماعية". و هذا الرأي لا تشاطره الفدرالية الدولية للمتعاملين الخواص لخدمات الماء و التطهير (أكوافيد) حيث إعتبر رئيسها الفرنسي جيرار باين أن "تموين و تسيير الماء يتسبب في مصاريف قصوى التي تتطلب تمويلا لاسيما أسعار تغطي التكاليف". و من جهة أخرى أعربت منسقة "الماء للسكان" السيدة ماري هلين لورون عن رأي مخالف حيث أنها تعتبر أن كل شيئ يتوقف على طريقة تسيير الماء من طرف السلطات العمومية. و أفادت ذات المسؤولة أن "طريقة تسيير مصالح تموين الماء و التطهير المستعملة ليست سوى وسيلة من بين عدة وسائل أخرى للوصول إلى الأهداف التي حددتها الدولة". و من المقرر أن يفصل رؤساء الجماعات المحلية التي إنطلقت أشغالهم بخصوص مسألة التسيير العمومي أو الخاص لمصالح الماء حتى و إن أوصى بعض المشاركين في قطاع الماء بمقاربة تساهمية. و يشارك في أشغال منتدى مرسيليا ما يفوق 250 رئيس بلدية و محافظ و رؤساء جماعات إقليمية من بينهم والي وهران من بين 500 منتخب محلي الذين عليهم إعطاء طابع "عمومي" لتسيير الماء و التطهير. كما تعززت قدرة السلطات المحلية في مجال اتخاذ القرار بشأن التسيير الحضري للماء منذ قمة مكسيكو (2006) مما سمح بتكريس السلطات المحلية كعنصر ملائم في تسيير خدمات الماء و التطهير. و عمل منتدى اسطنبول على تطبيق معاهدة اسطنبول التي تسمح للسلطات المحلية و الإقليمية بالإلتزام حول مبادئ التسيير الدائم للمورد المائي و كذا حول الأهداف بالأرقام. وتناولت الندوات المتبوعة بنقاش خلال اليوم الثالث للمنتدى هذا الجانب الهام من تسيير المياه خاصة في افريقيا من خلال الإحتياطات الهائلة لحوض النيجر و النيل و كذا الموارد غير التقليدية. بالإضافة إلى وجود البرلمان العالمي للشبيبة من أجل المياه و حوالي عشرين منظمة غير حكومية دولية و جمعيات من المجتمع المدني تحاول من خلال خيم تم تنصيبها قبالة البنايات حيث تجري أشغال المنتدى خلق توازن أمام اللوبيات الصناعية للماء. و كشف الوزراء الحاضرون في المنتدى عن محتوى اللائحة النهائية لقمة مارسيليا من خلال نص من خمس صفحات التزموا من خلاله بإسراع الإستفادة من الماء الشروب و التطهير بالنسبة للجميع دون استثناء.