إفتتحت يوم السبت بمدينة غرداية فعاليات عيد الزربية في طبعته الخامسة والأربعين الذي تحتفل به سنويا عاصمة ميزاب (غرداية) المنطقة السياحية بالجنوب الجزائري. و تميزت وقائع انطلاق هذه التظاهرة التقليدية بتنظيم استعراض بهيج بالشارع الرئيسي لعاصمة الولاية لنحو 40 شاحنة مزركشة بتشكيلة من الزرابي التقليدية الناصعة الألوان و المتعددة النقوشات اليدوية مما أضفى ذلك حيوية كبيرة لأجواء مدينة غرداية. و جرت مراسم انطلاق عيد الزربية بحضور وزير التجارة السيد مصطفى بن بادة والأمين العام لوزارة السياحة والصناعات التقليدية أحمد قاسي عبد الله. و جرى هذا الإستعراض على وقع الأنغام والرقصات الفولكلورية النابعة من عمق التراث الغنائي الصحراوي والتي رافقتها أيضا طلقات البارود لفرق الفولكلور المحلية والخيالة و المهاري الذين قدموا عروضا رائعة أمام منصة الضيوف التي نصبت أمام مدرسة "بن باديس" و التي تعكس في جوهرها مشاهد ثرية من التراث الثقافي و الإجتماعي المتنوع الذي تزخر به الجزائر. و يتوخى المنظمون من خلال عرض هذه الفسيفساء "الرائعة" تعريف الجمهور الحاضر و الذي يتشكل أغلبه من الوافدين لقضاء العطلة الربيعية المدرسية بمنطقة وادي ميزاب بجانب من ما تزخر به بلديات الولاية (13 بلدية) إنطلاقا من القرارة شمالا وهي المنطقة السهبية إلى المنيعة بالجنوب بمنطقة العرق مرورا بمنطقة متليلي الشعانبة و المحطة المعدنية زلفانة ثم بريان مشكلة بذلك لوحة تراثية متنوعة الثقافات و التي تعكس في مضمونها ذلك الرصيد الثقافي الوطني الغني والمتنوع الذي لا زال محل عناية واهتمام من قبل المرأة. كما يبرز هذا المشهد التراثي الأصيل ما تتمتع به المرأة الجزائرية من مهارات حرفية في ميدان نسج الزرابي التقليدية والتي تنتقل من جيل إلى جيل وبطريقة يسيرة و هي فرصة لتثمين هذا الإبداع النسوي الذي تعكسه كل قطعة من الزرابي المعروضة و التي تشكل عملا فنيا في غاية الروعة و الإبداع الفني الخالص يحمل في طياته دلالات معبرة عن الهوية التي تتمسك بها كل حرفية. و يسعى القائمون على هذه التظاهرة السنوية ومن خلال هذا الإستعراض للزربية المحلية الذي رافقته رقصات وأهازيج فولكلورية وطلقات بارود مدوية وفرق الزرنة المحلية التي صنعت جانبا من هذا المشهد الثقافي فتح نافذة واسترجاع حلقة من عبق الماضي لهذه المنطقة والذي كان يتميز بتنظيم مثل هذه الإحتفالات التقليدية فضلا على المساهمة في إطلاق الأنشطة السياحية و الصناعات التقليدية. و قد برمجت ضمن فعاليات عيد الزربية التي تتواصل إلى غاية 22 مارس الجاري باقة من الأنشطة الثقافية المتنوعة ومن بينها تظاهرة عرض وبيع منتوجات مختلف الجمعيات الحرفية والمؤسسات الصغيرة للنساء المختصات في مجال الصناعات التقليدية وللمتربصين و المتمهنين بمؤسسات قطاع التكوين و التعليم المهنيين و ذلك على مستوى قصر المعارض بناحية " بوهراوة" بأعالي مدينة غرداية. و يطمح المنظمون من خلال هذه التظاهرة ذات الطابع الثقافي و الإقتصادي أن تكون مناسبة أيضا للإعتراف ودعم حرف النساء الماكثات في البيت وتشجيع طرق اكتساب حرفة النسج و مختلف الأنشطة التراثية العريقة في أوساط العائلة الجزائرية.