يشارك ما يزيد عن مائة مهني في الصناعات التقليدية يمثلون نحو عشرين ولاية في تظاهرة معرض عيد الزربية في طبعته الخامسة والأربعين المتواصلة هذا الأحد بغرداية. وتكرس هذه التظاهرة التي يحتضنها قصر المعارض الواقع بناحية بوهراوة بأعالي عاصمة ميزاب حصريا للزربية المصنوعة من الصوف الخالص كما ذكر المنظمون. ويتوخى من هذا المعرض "التعريف بالجهود المضنية التي تبذلها المرأة الحرفية" بمختلف جهات الوطن للمساهمة في المحافظة على هذا النشاط الحرفي وفي إشعاع التراث الثقافي الثري والمتنوع كما أوضح مدير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الإستثمار عبد الكريم ميلودي. كما يرمي المعرض وبشكل أساسي إلى التعريف وترقية المهارات النسوية في مجال حرفة النسج باستعمال الصوف الخالص وتشجيع النساء الحرفيات للاندماج في فضاء " النوعية الرفيعة" المدرة للمداخيل كما أشار ذات المسؤول مضيفا أن تنظيم تظاهرة العرض والبيع تهدف كذلك إلى مرافقة وتشجيع تطور هذا النشاط الحرفي وترقية الإنتاجية وتصدير المنتوجات التقليدية. وترى من جهتها حرفية من ولاية الأغواط أن هذا المعرض يسمح كذلك بإيجاد حركية بين المهنيين في مجال الصناعة التقليدية وتوفير إطار للإلتقاء بين الناسجات من مختلف مناطق الوطن بالإضافة إلى تثمين إبداع المرأة الحرفية و المنتوج الأصلي لهن والمحافظة على خصوصية التراث الثقافي المميز لكل منطقة. وبنبرة مفعمة بأحاسيس الفخر تقول حرفية من منطقة المنيعة ( جنوبغرداية) وهي تعرض منتوجاتها من الزربية "ان نسج زربية الصوف الخالص تعد حرفة تخص بالمرأة والتي تبدع فيها منذ صغرها ويتعلق الأمر بصانعات خيوط الصوف والنساجات وهن أيضا الحرفيات المبدعات لهذه الزرابي الجميلة جدا". ومن جهته لاحظ أحد الزائرين الجامعيين أن الزربية "لوحة فنية تحمل في مضمونها تعبيرا نموذجي لحياة النساجة من وحيها وإبداعها الذاتي"والتي تقوم بنسجها بكثير من الدقة والمهنية وربما دون أن تدري بأن ما تقوم به هو الفن في حد ذاته". ويدعو العارضون ومعظمهم من الحرفيات بضرورة مضاعفة مثل هذا النوع من التظاهرات المهنية والتي تتيح لهن " فرص الترويج والتسويق المباشر لمنتوجاتهن الحرفية دون وساطة بما يمكن من الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور". وسيتوج هذا المعرض الذي ينظم بمبادرة من غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية غرداية بتسليم جوائز تشجيعية لأحسن جناح وأجمل زربية و لمنتوجات نسيجية تقليدية أخرى ستقيم على أساس درجة الإبداع والمهارات المهنية وروح الإرادة في ترقية الصناعة التقليدية والسياحة الوطنية.