يشرع مجلس إدارة البنك العالمي يوم الإثنين المقبل في دراسة ملفات المرشحين لرئاسة هذه الهيئة المالية الدولية خلفا لروبرت زوليك الذي تنتهي عهدته في 30 أبريل المقبل. و من المنتظر أن يختار أعضاء هيئة قرار البنك العالمي قبل 20 أبريل المقبل رئيس هذه المنظمة المالية المتعددة الأطراف من بين وزيرة المالية النيجيرية و المديرة العامة السابقة للبنك العالمي نغوزي أوكونجو-ايويالا و رئيس جامعة دارتموث الأمريكي جيم يونغ كيم و وزير المالية السابق لكولومبيا خوسي انتونيو أوكامبو. و من حيث المبدأ فإن شروط التعيين هي أن يكون المرشح رعية أحد البلدان الأعضاء في البنك العالمي و أن يرشح من قبل بلده و أن يتمتع بالكفاءات المهنية المطلوبة. لكن في الواقع توجد قاعدة ضمنية منذ إنشاء منظمتي بريتون وودس عام 1944 تقضي بأن تمنح رئاسة البنك العالمي لرعية أمريكية و رئاسة صندوق النقد الدولي لرعية أوروبية. و لم تعد هذه القاعدة تحظى بالترحيب في عالم متحول بحيث أثارت هذه الطريقة في التعيين السنة الماضية انتقادات لما ساندت البلدان الأوروبية كريستين لاغارد لتسيير منظمة صندوق النقد الدولي بدعم من الولاياتالمتحدة بحيث دعت البلدان النامية —التي أضحت تشغل مجالا أوسع في الاقتصاد الدولي— إلى مسار اختيار مفتوح. و فور إعلان مغادرة روبرت زوليك في فبراير الأخير رئاسة البنك العالمي عبرت الاقتصادات الناشئة الرئيسية عن رفضها لمبدأ منح رئاسة هذه الهيئة المالية الدولية لشخصية أمريكية. و أكدت البلدان النامية أن الوقت قد حان لتغيير التقاليد البالية التي تقضي بتقاسم الولاياتالمتحدة و الاتحاد الأوروبي رئاسة الهيئتين مطالبة بجعل الترشحات تقوم على الكفاءة و الجدارة و ليس على الجنسية. و بدأت هذه القاعدة غير الرسمية التي تطبق منذ 70 عاما تتعرض إلى انتقادات من قبل خبراء اقتصاديين أمريكيين الذين يعتبرونها "اهانة للبلدان النامية بسرعة" مشيرين إلى أنه لا يوجد في الاقتصاد الوطني الحالي تبرير "لحفظ" منصب إدارة الهيئات المالية لبلد ما. في حين يرى المراقبون أنه في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات الرئاسية في أمريكا لا يريد باراك أوباما التخلي عن البنك العالمي الذي يمثل رمزا لبلاده أمام خصوم جمهوريين يمكن أن ينتهزو الفرصة لاتهام خصمهم الديمقراطي بقلة الريادة. و في ظل هذه الانتقادات و عكس كل التوقعات اختار أوباما مرشحا أمريكيا من أصل كوري جنوبي جيم يونغ كيم الذي سمح له مساره المهني بالاحتكاك بالبلدان النامية. و أكد الرئيس الأمريكي خلال الإعلان عن مترشحه أن كيم الذي درس الطب "كرس مساره المهني لتحسين حياة الأشخاص في البلدان النامية من خلال الدفاع عن قضية الصحة العالمية" في إشارة إلى تجربته على مستوى المنظمة العالمية للصحة (حيث كان مكلفا بمكافحة السيدا و السل). و للتذكير يعد البنك العالمي أهم هيئة نقدية عالمية تكمن مهمتها في المساعدة على تنمية البلدان الأكثر فقرا. و يقدر الأجر السنوي الصافي لرئيسه ب 000ر450 دولار أي بحوالي 000ر38 دولار شهريا دون احتساب المنح و مزايا أخرى قدر ب 000ر284 دولار سنويا.