تم التأكيد يوم الاربعاء بالجزائر العاصمة خلال ملتقى حول الاقتصاد الاخضر في الجزائر على ضرورة ادراج المهن المرتبطة بالاقتصاد الاخضر في قوائم النشاطات التي تقترحها مختلف الاليات العمومية لترقية تشغيل الشباب. وأشار المشاركون في هذا اللقاء الذي يدوم يومين المنظم بمبادرة من التعاون الالماني للتنمية و المديرية العامة للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة بوزارة الصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية الاستثمار الى ضرورة توجيه الشباب الراغبين في انشاء مؤسسات نحو تلك النشاطات التي تشكل ميدانا هاما لتوفير الشغل. كما اوصوا بتنظيم لقاءات جهوية و وطنية من اجل التعريف بهذه المهن على مستوى الاوساط الجامعية و التكوين المهني. واكد المشاركون ايضا على ضرورة تخصيص جزء من مداخيل المحروقات لتطوير الطاقات المتجددة و دعم الشباب من اصحاب المؤسسات المصغرة النشطين في قطاعات الاقتصاد الاخضر على غرار معالجة النفايات و الفلاحة "البيئية". وقد اكد ممثلو التعاون الالماني للتنمية الذين اشرفو على الورشات الموضوعاتية الاربع التي تم انشاؤها خلال هذا الملتقى على استعداد منظمتهم للمساهمة في تطوير المهن "الخضراء" في الجزائر سيما تلك المتعلقة بإنتاج و نقل و تخزين الكهرباء التي يكون مصدرها الطاقات المتجددة سيما من الرياح و الشمس. كما ابرز هؤلاء ان تعزيز الشراكة الجزائرية الالمانية في ميدان الطاقات المتجددة سيسمح للجانب الجزائري بالاستفادة من المهارات الالمانية التي تعد من البلدان الرائدة في العالم التي قامت باستغلال الطاقات غير الاحفورية لاستعمالات منزلية. أما السلطات العمومية فقد طلبت عبر ممثليها من المسؤولين الالمان تزويدها بقائمة المهن التي يجب ادراجها في قوائم اليات دعم التشغيل. في هذا الصدد، أكد المدير العام للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوزارة الصناعة، عموري براهيتي، في تصريح لوأج، أن ادارته ستحصل في اقرب الآجال على القوائم التي تتضمن مجموع المهن المرتبطة بالاقتصاد الاخضر التي يمكن للشباب وكذا النساء ممارستها سواء كان ذلك من خلال مؤسسات فردية او جماعية. وقد شارك في هذا الملتقى الاول من نوعه ازيد من 200 شخص يمثلون المؤسسات العمومية و الخاصة و الجامعات و المعاهد الجزائرية المتخصصة فضلا عن ممثلي الجمعيات و ارباب العمل. و كانت مداخلات الخبراء قد اكدت خلال اليوم الاول من الملتقى على ضرورة انشاء نسيج من المؤسسات الصغيرة و المتوسطة قائم على استغلال الامكانيات الهائلة التي يوفرها الاقتصاد الاخضر في الجزائر. كما ناقش المشاركون افاق سوق العمل الخاصة بالاقتصاد الاخضر سيما بالنسبة للنساء مع اعطاء نظرة شاملة على مجالات الطاقات المتجددة و معالجة النفايات و الرسكلة و النقل واللوجيستيك فضلا عن الخدمات التي يجب تطويرها بالنسبة للاقتصاد الاخضر. و ابرز المتدخلون عديد الجوانب التي تثير اهتمام الشباب الجزائري من اصحاب المؤسسات المصغرة الراغبين في الاستثمار في الاقتصاد الاخضر". واذا كانت اشغال اليوم الاول قد تمحورت حول عرض الاطار العام لتطوير وترقية الاقتصاد الاخضر في الجزائر فان اليوم الثاني قد تناول فرص المراة و الشباب في اطار الاقتصاد الاخضر. كما تم على هامش اشغال الملتقى تقديم برنامج التنمية الاقتصادية المستدامة (ديفاد) و يرمي هذا الاخير الى ترقية تنافسية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الجزائرية و توفير مناصب الشغل سيما للشاب. ويتم تطبيق برنامج التنمية الاقتصادية المستدامة (ديفاد) بالشراكة مع وزارة الصناعة و التعاون الالماني للتنمية و ذلك باسم الوزارة الفدرالية الالمانية للتعاون الاقتصادي و التنمية في اطار اتفاق للتعاون الثنائي مع الحكومة الجزائرية.