دعا المشاركون في الندوة السادسة حول السياحة في منطقة المتوسط التي نظمت بجزيرة جربة التونسية الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومراكز البحث والتكوين في البلدان المتوسطية إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تنمية وتطوير القطاع السياحي في الفضاء المتوسطي. وابرزوا في البيان الختامي الذي توج اشغال الندوة التي أشرفت على تنظيمها المنظمة العالمية للسياحة أن التعاون يجب أن يشمل أيضا مجالات التكوين في المهن السياحية والمؤسسات المانحة للعلامات في مجال جودة الخدمات السياحية فيما شددوا على ضرورة تطوير التعاون في مجال الرحلات البحرية وتبادل التجارب في مجال جلب الاستثمار وتقنيات تمويل البنية التحتية وإنجاز الدراسات حول توجهات الأسواق. وبينوا ان هذا التعاون يمكن أن يشمل نحو 30 وجهة سياحية متوسطية لتعزيز نصيبها من السوق العالمية للسياحة وتنمية المداخيل وخلق مناصب شغل جديدة ومقاومة الفقر واستتباب السلم والاستقرار في المنطقة المتوسطية. واعتبر المشاركون أن السياحة المتوسطية تواجه العديد من التحديات خاصة على مستوى التدفق السياحي وتطوير وتنويع المنتوج السياحي وتحسين جودة الإقامات والتخطيط على المدى الطويل للسياسات السياحية وفتح الأجواء وتوفير التمويلات ودراسة متطلبات السائح. وكان وزير السياحة والصناعات التقلييدية إسماعيل ميمون قد دعا الى تأسيس تحالف استراتيجي بين بلدان منطقة البحر المتوسط من أجل إعادة بعث السياحة في المنطقة وكذا تطوير منتوجات سياحية متكاملة ومبتكرة تسمح للمنطقة باكتساب أسواق جديدة تضمن لها تعزيز مكانتها كوجهة سياحية مفضلة في العالم. للاشارة فان الندوة التي تنظم تحت شعار "مستقبل السياحة في منطقة البحر الابيض المتوسط" قد تدارست العديد من المحاور المتعلقة بوضع القطاع السياحي في المنطقة المتوسطية وآفاق بعثه ودعمه على ضوء الرهانات التي تواجهها السياحة العالمية. كما ناقشت الندوة سبل خلق فضاء للتحاور حول التحديات والفرص الكفيلة بدفع تنافسية الوجهات السياحية في المنطقة. وتعتبر منطقة البحر الابيض المتوسط في الوقت الراهن من اهم الوجهات السياحية فى العالم اذ تستقطب 33 بالمائة من جملة السوق العالمية (292 مليون سائح خلال 2009) و29 بالمائة من المداخيل السياحية. ويتعلق الامر "بتظافر" جهود كل المتدخلين فى القطاع السياحي فى بلدان المتوسط بهدف المحافظة على المكانة المتميزة التى تحظى بها هذه المنطقة على المستوى العالمي من ذلك ابرام اتفاقيات شراكة بين بلدان المنطقة المتوسطية تتمحور اساسا حول النهوض بالمواقع السياحية في المنطقة وتجديد المنتوج السياحي بغية الرفع من جاذبيته. وحسب المنظمة العالمية للسياحة فان البلدان المتوسطية تحتاج الى صياغة رؤية مشتركة حول اعادة تقييم القطاع السياحي فى هذه الدول فى اطار استراتيجيات للتنمية المستدامة واعادة هيكلته من اجل تحسين نجاعته وتنافسيته وارساء "تحالفات" استراتيجية للنهوض بعمليات الترويج والتسويق والمحافظة على تنافسية القطاع فى السوق السياحية العالمية.