دعا وزير السياحة السيد إسماعيل ميمون إلى تأسيس تحالف استراتيجي بين بلدان منطقة البحر المتوسط، من أجل إعادة بعث السياحة في المنطقة، وكذا تطوير منتوجات سياحية متكاملة ومبتكرة تسمح للمنطقة باكتساب أسواق جديدة، تضمن لها تعزيز مكانتها كوجهة سياحية مفضلة في العالم. ودافع إسماعيل ميمون، في معرض تدخله في الندوة العالمية السادسة لتسيير الوجهات السياحية، المقامة في جربة بين 16 و17 أفريل، حول موضوع "مستقبل السياحة في حوض المتوسط"، عن اقتراح الجزائر بإنشاء تحالف استراتيجي في مجال السياحة بين بلدان المتوسط، قائلا: "يبدو من الضروري، تأسيس تحالفات استراتيجية خاصة بين بلدان المتوسط، من أجل الوصول إلى عروض سياحية ومنتوجات متكاملة، تتميز بالتنوع والابتكار". وأشار إلى أن هذه الخطوة ستسمح للمنطقة من التواجد في الأسواق البعيدة كآسيا وأمريكا، علما أن السياح القادمين من هذه الوجهات يشترطون زيارة العديد من الوجهات في نفس الوقت ولا يكتفون بوجهة واحدة. وأوضح الوزير أن منطقة البحر المتوسط تمر بأزمة عاصفة، لها أبعاد اقتصادية وسياسية واجتماعية، انعكست بشكل كبير على أداء القطاع السياحي، وتأسف لعجز بلدان المنطقة على مراجعة أدائها واستغلال كامل خبراتها المكتسبة في المجال السياحي من أجل التصدي للآثار المترتبة على الأزمة. وعن ضرورة تنويع المنتوجات السياحية في المنطقة، أكد وزير السياحة، أن الوقت أضحى مناسبا للخروج من السياحة الشاطئية بمفهومها الضيق، والسير قدما نحو مفهوم جديد للسياحة الشاطئية المفتوحة على باقي مناطق السياحية التي تزخر بها بلداننا، وذلك لتفادي ظاهرة الإقبال الموسمي على الشواطئ واستقطاب السياح في كل المواسم. كما طالب الوزير، بضرورة إعادة تأهيل وجهة البحر المتوسط، عبر النمو بالقطاع السياحي في بلدان المنطقة، وذلك يبقى مرهونا حسب إسماعيل ميمون بوجود "مزيد من التصور، مزيد من الإبداع ومزيد من التضامن" في استراتيجيات الدول لتطوير قطاع السياحة، ومن هنا يجب استغلال كل ثروات الإرث الحضاري والثقافي الذي تزخر به المنطقة من أجل إغراء السياح بالمجيء وجعلهم أوفياء. وفي نفس الإطار، فإن بلدان المنطقة مدعوة حسب الوزير، لبذل مجهودات أكبر في ميدان تأهيل الموارد البشرية للوصول إلى تلبية حاجات كل سائح الخاصة وليس العامة فقط، واقترح في هذا الشأن وضع شبكة متوسطية تجمع بين مؤسسات التكوين والفنادق والحدائق والمتنزهات، لدعم عملية التكامل السياحي بين دول المنطقة.