وقع عدد كبير من المثقفين الأفارقة عريضة على النت لأجل إنقاذ الكتب والمخطوطات القديمة لتومبوكتو المدينة المالية التاريخية التي تحوي مواقع مصنفة ضمن التراث العالمي والتي وقعت بعد انقلاب عسكري ضد الرئيس أمادو تومانو توري في 22 مارس الماضي تحت سيطرة "الحركة الوطنية لتحرير الأزاواد" وجماعات إسلامية مسلحة. وقال الموقعون على العريضة المنشورة على الموقع الإلكتروني www.tombouctoumanuscripts.org بالإنجليزية والفرنسية والعربية أن المعارك الدائرة في تومبوكتو وضواحيها "تشكل تهديدا بالغ الخطورة لعشرات آلاف الكتب القديمة المحفوظة بهذه المدينة العتيقة". وأكد الموقعون -من باحثين جامعيين ومدراء مكتبات من مختلف البلدان الإفريقية-أن "الذي يتعرض للخطر هو شاهد مكتوب على فيض فكري وثقافي لاسابق له في القرون المنصرمة" معتبرين أن هذا التراث الفكري "يعكس المساهمة اللامنقطعة التي قدمها الأفارقة للحضارة العالمية". وأضافوا أن هذا التراث "يمثل بمقياس التاريخ الدور الريادي الذي لعبته أفريقيا في أصول الكتابة والإنعتاق الروحي" مشددين على أن إتلاف هذا التراث "سيكون كارثة بالنسبة لتطويرعلم التاريخ الإفريقي(...)" وتهديدا بالزوال لجزء مهم من الذاكرة الجماعية للبشرية. وكانت منظمة اليونسكو قد أعربت عن "قلقها" حيال "الأخطار" التي تهدد هذا التراث مشيرة الى أن مكتبها بباماكو "على اتصال دائم" بأئمة المنطقة من أجل حماية المساجد و المخطوطات. كما دعت المنظمة السلطات والأطراف المتنازعة إلى السهر على حماية التراث واحترام التزامات دولة مالي التي وقعت على اتفاقية 1972 المتعلقة بالتراث العالمي حيث أوضحت أن هذه المواقع الأثرية تكتسي "أهمية في الحفاظ على هوية الشعب المالي والتراث العالمي بصفة عامة". وطالبت اليونسكوفي بيان لها صدرفي 16 أفريل إلى "تحرك جاد" لحماية الكنوزالتي تحوزعليها مدينة تومبوكتو بعد أنباء عن "تخريب" و"نهب" آلاف من المكتب والمخطوطات. جدير بالذكر أن مدينة تومبوكتو التي تضم مواقع مصنفة منذ سنة 1988 ضمن التراث العالمي تحتضن تحفا معمارية من الطين على غرار مساجد جينغريبروسانكوري وسيدي يحيى علاوة على 16 مقبرة وضريح.