أعلن بن حملة ساسي رئيس جمعية 8 ماي 1945 لولاية قالمة أن مجازر 8 ماي 1945 أظهرت الطابع الابادي لفرنسا الاستعمارية من خلال جرائمها " الشنعاء و اللانسانية" التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري. و في تصريح لوأج أوضح بن حملة أن " فرنسا الاستعمارية ارتكبت جرائم فظيعة و أعمالا وحشية و ابادة في حق الشعب الجزائري" مشيرا الى أن " مجازر 8 ماي 1945 أبرزت الطابع الابادي للاستعمار الفرنسي". ولدى تطرقه الى المجازر المرتكبة بسطيف و قالمة و خراطة بمناسبة احياء الذكرى ال67 لارتكابها تحدث هذا المناضل في الحركة الوطنية عن ما عايشه خلال هذه الفترة التي قتل خلالها 19000 من المدنيين العزل من قبل الجيش الفرنسي و ميلشياته بولاية قالمة فقط غداة المظاهرات السلمية التي شهدتها المدن الثلاثة. و قد عادت ذاكرة هذا المجاهد البالغ 86 سنة و الذي التحق بالحركة الوطنية و عمره 17 سنة الى مجرى هذه المظاهرات يوم 8 ماي بقالمة و التي بدأت بخروج آلاف الأشخاص من مختلف المدن و القرى المجاورة لتلبية النداء الى تنظيم مسيرة سلمية من أجل استقلال الجزائر. و قد واجه المتظاهرون الذين كانوا يحملون العلم الوطني و شعارات مثل " تحيا الجزائر" و " ليسقط الاستعمار" قمعا دمويا" من طرف رجال الدرك الفرنسيين الذين لم يترددوا في فتح النار على المدنيين العزل" حسب رئيس جمعية 8 ماي 1945 لولاية قالمة. و استرسل يقول " بمجرد حلول الليل تم اقرار حظر التجول و بدأت موجة التوقيفات" مشيرا الى أن " تسعة أشخاص ممن تم ايقافهم قتلوا رميا بالرصاص يوم 11 ماي بثكنة عسكرية". كما أضاف يقول " استمرت هذه المجازر مدة شهرين حيث كان يتم نقل السكان على متن شاحنات نحو محجرة غير بعيدة عن المدينة لقتلهم هناك ثم حرق جثثهم في خنادق مشتركة اذ كنا نشتم رائحة الجثث البشرية و هي محرقة". و أكد بن حملة أن أفرانا كانت تستعمل من قبل الجيش الفرنسي للتخلص من جثث الضحايا في حين تواصلت عمليات القصف و كل أنواع التقتيل لهدم القرى و قتل حتى النساء و الأطفال. كما تم استهداف المثقفين بشكل أخص حيث تم قتل 300 منهم حسب نفس المتحدث. و أضاف بن حلمة أن الاستعمار الفرنسي كان بمثابة " آلة للقمع و الاستغلال و الاضطهاد و ابادة كل من يتجرأ على التمرد عليه". وفي هذا الصدد أكد رئيس جمعية 8 ماي 1945 لولاية قالمة على مطالبة فرنسا ب "الاعتذار" لاستعمار الجزائر و " الاعتذار" أيضا لارتكابها جرائم في حق الشعب الجزائري طيلة 132 سنة من الاحتلال مذكرا أيضا بضرورة " تجريم" الاستعمار. و يرى نفس المتحدث أن " فرنسا أظهرت أنها لازالت متمسكة بماضيها الاستعماري الذي لم يكن مجيدا و لا في مستوى القيم التي يدافع عنها مؤسسو الجمهورية الفرنسية و الداعية الى " الحرية و المساواة و الأخوة". من جهة أخرى شدد هذا المجاهد على " تذكير القادة الفرنسيين بأن الجزائريين كانوا دائما جنودا" في كل الحروب التي شنتها فرنسا كانت آخرها الحرب العالمية الثانية التي ساهموا خلالها على تحرير فرنسا من احتلال ألمانيا النازية. كما ندد يقول " ان فرنسا الناكرة للجميل منحت الأهالي الذين قتلوا دفاعا عنها قبرا كمكافأة لهم". من جانب آخر وجه رئيس الجمعية نداء لمنح صفة " شهداء" لضحايا مجازر 8 ماي 1945 الذين لايزالون يعتبرون " مفقودين" و " مسجلين أحياء" في سجل الحالة المدنية حسب قوله.