يكتسي الإنجاز التاريخي الذي حققه فريق وفاق سطيف بحصوله على ثنائية البطولة الوطنية و كأس الجمهورية نكهة خاصة تحقق في ظل روح منافسة عالية دعمت أكثر فرق البلاد تحصيلا للنتائج الكروية حسب ما يقوله الأنصار. و حسب هؤلاء فلا أحد كان يراهن على حظوظ التشكيلة السطايفية في تحقيق مثل هذا الإنجاز المزدوج وهي التي عانت كثيرا من أزمة مالية غير مسبوقة حرمت الفريق من خيرة نجومه بعد رحيل تسعة من لاعبيه. وتطلب الأمر في مواجهة ذلك إعادة بناء المجموعة حول عدد قليل من العناصر التي اختارت البقاء على غرار بلقايد و ديس وبن موسى قبل أن يحل المدرب السويسري آلان غيغر كمنقذ في شهر سبتمبر الماضي لتستعيد تشكيلة عين الفوارة شكل لعبها المعهود وروحها المعنوية التي افتقدتها لفترة وكل ذلك بطبيعة الحال بدعم من الأنصار الأوفياء "للكحلة و البيضاء". و لهذا كان انتصار الثلاثاء أمام فريق شباب قسنطينة و الذي أصبح بموجبه بطلا للجزائر قبيل مواجهة بملعب بولوغين برسم آخر محطات بطولة الرابطة المحترفة الأولى أمام الوصيف إتحاد العاصمة بمثابة الإنجاز التاريخي الذي كان في مستوى موجات الفرح العارم التي اكتسحت عاصمة الهضاب العليا سطيف. وكان فريق وفاق سطيف قد حصل على أول انتصار تاريخي بلقب البطولة الوطنية و كأس الجمهورية معا قبل 44 سنة من الآن و ذلك في نهاية الموسم الرياضي الكروي1967-1968. وحينها تمكنت تشكيلة صالحي و كوسيم و قعقع ومسعودي من الفوز بكأس الجمهورية في مقابلة أسطورية أمام فريق نصر حسين داي قبل أن ينال لقب البطولة (الأول من نوعه في تاريخ الوفاق) في ختام مقابلة أخرى لا تقل روعة أمام مولودية وهران ورموزها المعروفين مثل فريحة و بلغوت و بديار و كريم. ويتذوق لاعبو موسم 2011-2012 تماما مثل سابقيهم نكهة هذا الإنجاز التاريخي كما يتعهدون بمواصلة مجهودهم ولم لا من أجل تحقيق تتويج آخر على الصعيد الإفريقي يعزز رصيدهم القاري السابق حينما تحصلوا على كأس إفريقيا للأندية البطلة و التي تحصلوا عليها أمام فريق إيوانيانيو النيجيري سنة1988. وربما يكون قائد الفريق دلهوم مراد أكثر اللاعبين سعادة بهذا التتويج خاصة وهو الذي حقق 5 ألقاب مع الوفاق . "باستثناء مناصرينا الأوفياء لم يكن هنالك كثير من الناس من يراهنون على حظوظنا بل إن البعض من تكهن بنزولنا إلى المستوى الأدنى " يقول دلهوم دون نسيان إشادة ب" الجهود المتواصلة التي بذلها المدرب وكل رفقائه الذي عانوا الامرين في ظروف لم تكن دائما سهلة ". ولم يكن عبد المومن جابو صانع ألعاب الوفاق أقل سعادة وهو الذي فاز بأول كأس للجمهورية و كذا أول بطولة وطنية في مشواره الرياضي. "لم يسبق لي أبدا أن شككت في إمكانياتنا كما أنني كنت مقتنعا بأننا سنكون أبطالا في آخر المطاف حتى ولو كان مطلوبا منا الذهاب للجزائر العاصمة في آخر يوم من البطولة لانتزاع هذا اللقب" كما صرح الرقم 10 السطايفي قبل أن يشكر من كل قلبه أنصار الوفاق الذين مثلوا حسبه - اللاعب رقم 12 في التشكيلة و الذين يستحقون - كما أضاف - إهدائهم لقبي البطولة و الكأس. وليست هذه الثنائية حسب المدرب السطايفي آلان غيغر سوى" ثمرة الجهد الكبير المبذول من طرف الجميع من لاعبين و تأطير تقني و مسيرين" معبرا عن دهشته لما تحدثه كرة القدم بمدينة سطيف من أثر بالغ و حب رائع للأنصار المساندين لفريقهم. وعن مستقبله في الفريق أكد المدرب غيغر بأنه يعطي الأولوية للوفاق الذي عاش معه لحظات استثنائية مضيفا بأن الفريق عليه أن يحافظ على روحه و يجد الحلول لأزمته المالية " حتى أن ولو كان هذا الأخير يعيش اليوم أجواء رائعة "لا يمكن شرائها بالمال " كما قال.