تسير تشكيلة الوفاق السطايفي بخطوات ثابتة نحو تحقيق خامس لقب في تاريخها الكروي، خاصة بعد الفوز العريض والكبير الذي عادت به من تنقلها السبت الماضي إلى العلمة، والذي سمح للوفاق بتعميق الفارق عن أقرب ملاحقيه أولمبي الشلف واتحاد العاصمة إلى خمس نقاط كاملة، وجاء الفوز على العلمة ليؤكّد أنّ التشكيلة السطايفية هذا العام وبأرمادة اللاعبين الذين تملكهم، فضلا على المدرب المحنك والكبير السويسري ألان غيغر، لم تعد تكتفي بالفوز فقط بل صارت ترعب وتمتع بأداء لاعبيها في كلّ مكان تخوض فيه لقاءاتها، وفي أيّ زمان تبرمج فيه الرابطة مبارياتها. خمسة انتصارات .. “والخير مازال القدام” الأكيد أن حصد 16 نقطة كاملة من سبع مواجهات لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام على جميع من يتابع ويهتمّ بحركة الأندية في جدول الترتيب، فالتشكيلة السطايفية التي كانت في الموسم الأخير تعجز حتى عن تحقيق انتصارين متتاليين، كسرت تلك القاعدة هذا الموسم بعد حصدها خمسة انتصارات متتالية فقط مع مرحلة العودة وأمام أندية كبيرة، كشبيبة بجاية، اتحاد الحراش، جمعية الخروب، نصر حسين داي ومولودية العلمة، وهذا لا يفسّر سوى شيء واحد، وهو توجيه التشكيلة السطايفية لإنذار شديد اللهجة إلى كلّ الأندية على أنها استعادت هذا الموسم هيبتها الضائعة وبدأت ترعب منافسيها القادمين، سواء حينما تواجههم في سطيف أو على قواعدهم، تجدر الإشارة إلى أنّ التشكيلة السطايفية خاضت إلى حدّ الآن 25 مباراة، ثلاث منها في كأس الجمهورية، ولم تنهزم سوى في خمسة لقاءات كلها في البطولة الوطنية (أمام شبيبة بجاية، مولودية العاصمة هابا وإيابا، اتحاد الحراش وشباب قسنطينة). الجميع يعترف بقوّة الوفاق السطايفي كما يتضح مما سبق ذكره أنّ نتائج الفريق الأخيرة جاءت لتكشف القلق الشديد الذي بدأ يدبّ في نفسية منافسي تشكيلة النسر الأسود وملاحقيها المباشرين في الترتيب، لاسيما أولمبي الشلف واتحاد العاصمة، إذ أصبح الفارق بينهما وبين الوفاق خمس نقاط كاملة، شباب بلوزداد سبع نقاط، دون نسيان الفرق الطامحة إلى لعب الأدوار الأولى مثل شبيبة القبائل، وداد تلمسان، اتحاد الحراش وشبيبة بجاية، ورغم الاعتراف الذي يلقاه غيغر وأشباله من جميع المتتبعين بجدارة النسر الأسود بنيل لقب البطولة، إلا أنّ الحذر من المستقبل يشغل تفكير غيغر خاصة إذا ما تسلّل الغرور إلى أشباله ووقعوا في فخّ التساهل مع الأندية التي تطمح إلى زحزحته والإطاحة بالرائد. المحافظة على المراتب الأولى على كلّ لسان كما أن محافظة التشكيلة السطايفية على تصدّرها للبطولة منذ ما يزيد عن عشر جولات كاملة، تأكيد على أنها تحقق هذا الموسم قفزات نوعية بعودتها القوية إلى الواجهة، ليس فقط بالنتائج التي تحصدها، وإنما بطريقة اللعب والأسلوب الجيّد الذي يسيّر عليه غيغر تشكيلته، فضلا على الفعالية القوية لخط الهجوم والإمكانات الكبيرة التي تظهرها في كامل لقاءاتها، وهذا ما جعل الحديث عما يحققه “النسر الأسود” هذا العام على كلّ لسان، أنصار الوفاق السطايفي والأندية الأخرى. “السطايفية” يصنعون صورا جميلة في “ملعب النار والانتصار” وخارجه فضلا عن التنويه الذي جاء من أندية كبيرة لما تحققه التشكيلة السطايفية وقلبها للموازين ومنافسة اتحاد العاصمة وأولمبي الشلف، بل تفوّقت عليهما هذا العام من خلال أخذ الفارق عنهما إلى خمس نقاط كاملة، فإن الأمر لم يخل من التغيير في وسط الشارع السطايفي، خاصة أن المدرجات التي كانت في الموسم الماضي “خاوية على عروشها” وتفتقد إلى روح “الجيش الأسود” ووقفتهم المستمرّة إلى جانب فريقهم، صارت هذا العام تشدّ أنظار الفرق الأخرى، من خلال الصور الجميلة ومجموعات الأنصار الذين يزيّنون مدرّجات “ملعب النار والانتصار”، وأيضا الملاعب الأخرى مثلما شاهدناه السبت الماضي في ملعب “مسعود زوغار” بالعلمة، وهذا ما يؤكد حرص “السطايفية” هذا العام على دعم فريقهم ومساندته الكبيرة لنيل اللقب التاريخي الخامس الذي ينتظرهم ويحلم به كلّ مناصر. بداية الموسم كانت صعبة على اللاعبين لم ينس لاعبو الوفاق والطاقم الفني العبارات التي كانت تردّد في مدرجات الملاعب وشوارع سطيف، خاصة بعد الإخفاق في ثاني ظهور في البطولة أمام مولودية العاصمة، والذي خسرت فيه التشكيلة السطايفية بهدف لصفر، حيث شكك “السطايفية” وقتها في قدرات فريقهم ولم يكن ولا مناصر واحد يعتقد أن زملاء جابو هذا العام هم من سيصنعون “الأفراح والليالي الملاح” في عاصمة الهضاب. غيغر أعاد هيبة الوفاق ويقود السفينة بثقة كبيرة أول ما قام به المدرب السويسري ألان غيغر حينما استنجد به الرئيس حسان حمّار في بداية الموسم، هو ضرورة التكثيف من التحضيرات والتركيز بوجه خاصّ على الجانب البدني، كما راح يطرح غيغر من خلال اجتماعاته الدورية باللاعبين أسئلة كثيرة عليهم، بغية تشخيص الداء ووصف الدواء بشكل يسمح لكلّ لاعب باستعادة قوته ورغبته في العمل، وهذا ما نجح فيه غيغر إلى حدّ الآن، طالما أنه عرف كيف يُعيد هيبة الوفاق ويُعيده إلى مصاف الكبار. مساندة حمّار منحته ثقة أكبر لا يمكن الحديث عن غيغر وما يقوم به رفقة طاقمه الفني، دون إغفال الوقفة المميّزة والدعم الكبير الذي وجده من الرئيس حسان حمّار، الذي أكد في العديد من المناسبات أنه يظلّ يساند سياسة مدربه ويقف إلى جانبه، بل كما قال “لدى غيغر بطاقة بيضاء، يفعل ما يشاء بالفريق ونحن نبقى نسانده ونضع فيه ثقتنا كاملة، لأنه مدرب يعرف ما يفعل ولهذا نثق فيه”.