إنطلقت يوم الأربعاء بالوادي أشغال الملتقى الوطني الخامس حول التراث الثقافي تحت شعار "التراث الثقافي و الذاكرة .. حتى لا ننسى". و قد شكلت عدة مواضيع مرتبطة بالتراث و الإقليم و الهوية والعمارة محاور لمداخلات ألقيت خلال أشغال اليوم الأول من هذا اللقاء الذي تتواصل فعالياته على مدار يومين. وفي هذا الصدد ذكرت الأستاذة تواتي حسينة من مديرية الثقافة لولاية غرداية في مساهمة لها تحمل عنوان" التراث الثقافي والإقليم " أن الإقليم و الهوية يعتبران عنصرين محددين للمخطط التوجيهي للمناطق التاريخية و الأثرية مشيرة إلى وجود إستراتيجية للحفاظ على التراث الثقافي ببلادنا و تثمينه. وأكدت ذات المتحدثة أن هذه الإستراتيجية التي وضعتها السلطات العمومية مبنية على جوهر هوية الإقليم مذكرة في هذا الإطار بالقانون 10 - 2 المؤرخ في 15 جوان 2010 و المتضمن المصادقة على المخطط الوطني لتهيئة الإقليم. ومن جانبه إستعرض بن ناصر يحي و هو ملحق الحفظ بديوان حماية وترقية سهل وادي ميزاب (غرداية ) مختلف الفترات التاريخية التي مرت بها ولاية غرداية. وأشار في هذا الخصوص إلى أن العصر الإسلامي تميز بانتشار نموذج فريد لعمارة ظلت شامخة إلى يومنا هذا على مستوى منطقة غرداية والتي تتمثل في القصور الصحراوية على غرار قصور العطف و بونورة و بني يزقن. أما البروفيسور في مجال الهندسة المدنية حموين عبد المجيد من جامعة بشار فقد استعرض في مداخلة له حظيرة تاغيت بولاية بشار و التي تم إنشاؤها كحظيرة وطنية سنة 2007 وبعد أن استعرض كافة العناصر المكونة لهذه الحظيرة على غرار القصور و المغارات و النقوشات الصخرية أبرز ذات المتدخل مساهمة السلطات العمومية في مجال الحفاظ على التراث الثقافي بهذه الحظيرة من خلال مشروع يهدف إلى إنجاز متحف بالهواء الطلق فضلا عن الأشغال التي تم القيام بها في ميدان ترميم القصور و تثمينها. كما تحدث البروفيسور حموين عن ما أسماه "بتدهور" التراث في الحظيرة الوطنية بتاغيت بفعل قيام بعض الزوار كما قال بتشويه الصورة الحقيقية للنقوشات الصخرية على اعتبار أنه " لا يوجد قانون يسمح بمعاقبة مثل هذه السلوكات باعتبار هذه المنطقة موجودة في الهواء الطلق و غير محمية " على حد تعبيره. ويشارك في هذا الملتقى الوطني حول التراث الثقافي الذي تنظمه مديرية الثقافة لولاية الوادي عدد من الأساتذة والباحثين من مختلف جهات الوطن وطلبة و ممثلي جمعيات فاعلة في مجال التراث. ويهدف هذا اللقاء إلى التوعية حول أهمية التراث الوطني و كيفية المحافظة عليه كما أوضح المنظمون. ويتضمن برنامج هذا الملتقى الذي يندرج في إطار إحياء شهر التراث عدة محاور من بينها العلاقة بين التراث و الإقليم و كذا الإستراتيجية المتخذة من طرف الدولة لاسترجاع معالم الذاكرة الوطنية عبر الإقليم الوطني. ومن المنتظر أن تتوج أشغال هذا اللقاء الذي تحتضنه قاعة المحاضرات بفندق لوس وسط مدينة الوادي بإصدار عدة توصيات.