قالت وزيرة الثقافة خليدة تومي يوم الخميس بالأغواط أن التراث الهندسي المعماري الصحراوي بولايات الجنوب عموما و بالأغواط على الخصوص في حاجة إلى مزيد من العناية و الإهتمام. وأوضحت تومي خلال زيارتها لمعرض حول الصحراء الذي تحتضنه دار الثقافة التخي عبدالله بن كريو بعاصمة الولاية أن التراث الهندسي المعماري الصحراوي "يمثل عبقرية الإنسان الجزائري مما يفرض مزيدا من جهود الحماية والصيانة المبرمجة ضمانا لديمومة هذا التراث العريق" المستوحى من الهندسة الطبيعية التي تعتمد أساسا على استعمال المواد الأولية للبناء. وذكرت الوزيرة أن عمليات المحافظة على هذا الرصيد المعماري العريق "تنطلق من تصنيف المعالم والمواقع التاريخية والأثرية وإعداد مخططات الحماية لها ثم العمل على ترميمها" وفق طابعها الهندسي المعماري وذلك بالتنسيق مع جميع القطاعات والمصالح سيما قطاعات البناء وتهيئة الإقليم والبيئة. وقالت الوزيرة "ان إنشاء الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأطلس الصحراوي يندرج في إطار تجسيد هذا التوجه الرامي إلى توفير حماية المواقع والمعالم الأثرية والتراثية". ويضم الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأطلس الصحراوي الذي يقع مقره بالأغواط ست ولايات تزخر كلها بأوجه متنوعة من التراث المادي من بينها الرسومات والنقوش الصخرية ومعالم مختلفة. كما نوهت السيدة تومي في هذا السياق ب "الدور الفعال" الذي قامت به الزوايا في سبيل الحفاظ على التراث غير المادي "لكون هذا الأخير جزء لا يتجزأ من التراث ككل". وكانت وزيرة الثقافة قد اطلعت قبل ذلك على جانب من نشاطات المكتبة الولائية التي دخلت حيز الإستغلال مؤخرا وطافت بمختلف قاعات المطالعة والمحاضرات والمراجع المتوفرة بها إلى جانب معاينتها لظروف التدريس بملحقة المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي حيث استمعت بالمناسبة لوصلات غنائية من أداء أوركسترا المعهد. واختتمت زيارتها لولاية الأغواط التي دامت يومين بتفقدها سير أشغال إنجاز قاعتين بدار الثقافة التخي عبد الله بن كريو إحداهما للعروض والثانية للمحاضرات وهي العملية التي رصد لها غلاف مالي يفوق 200 مليون دينار ومن المنتظر استلامها خلال السداسي الأول من سنة2011 الجارية حسب الشروحات المقدمة للوفد الوزاري. كما تفقدت وزيرة الثقافة خلال هذه الزيارة لولاية الأغواط العديد من المعالم الأثرية والقصور العتيقة وبعض المشاريع والمرافق الثقافية بكل من عاصمة الولاية وبلديات الحويطة و تاجرونة وعين ماضي كما أشرفت على اختتام أشغال الملتقى الوطني للحظائر الثقافية وحماية التراث.