تنطلق صباح غد السبت جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية المصرية والتي يتنافس فيها محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين والمرشح المستقل أحمد شفيق وسط اجواء متوترة في الشارع المصري في اعقاب قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب ورفض عزل شفيق رئيس الوزراء في اخر ايام مبارك. وستجرى الانتخابات تحت اجرءات امنية مشدة حيث قامت السلطات العسكرية منذ فجر امس الخميس بنشر اكثر 150 ألف من قوات الجيش مدعمين بالاليات اضافة إلى قوات الشرطة واسلاك الامن الاخرى لتامين العملية الانتخابية على مدى يومي الاقتراع السبت والاحد وحتى اعلان النتيجة النهاية من قبل اللجنة العليا للانتخابات المقررة يوم 21 جوان الجاري. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين للدور الثاني نحو 50 مليون ناخب يتوزعون على اكثر من 13 الف لجنة اقتراع فرعية و351 لجنة عامة. وقالت لجنة الانتخابات إنها اتخذت مجموعة من التدابير الوقائية التي من شأنها حماية العملية من أي عبث في مقدمتها الحرص على أن يتولى كل قاضي الاشراف على صندوق انتخاب واحد فقط بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية المشددة في حماية اللجان الانتخابية من جانب الشرطة وأفراد القوات المسلحة . ويحضر الانتخابات مراقبون من منظمات دولية واقليمية منها الجامعة العربية ومؤسسة "كارتر" الامريكية غير الحكومة وكذا ملاحظون من عدة دول. وينتظر ان تشهد علمية الاقتراع منافسة حادة بين انصار المرشحين في ظل احتداد اللهجة بينهما وتجاوز حدود العملية السياسية . ويشير الملاحظون إلى ان اسس اختيار هذا المرشح اوذاك لا تقوم على اساس البرامج الانتخابية باعتبار انها متقاربة في الوعود ولكن تحكمها اعتبارت قائمة على فرز طائفي واجتماعي وفي احيان اخرى على اسس معقدة وحسابات مصلحية وهو ما يعقد التكهنات. و لكن الواضح ان جل التيار الاسلامي سيصوت لصالح محمد مرسي في حين سيصوت اتباع الفرق الصوفية والاشراف واتباع الحزب الحاكم في عهد مبارك لصالح شفيق فيما سينقسم التيار الليبرالي والقوى اليسارية والشبانية ما بين الامتناع عن التصويت. ويعول الاخوان على شبكة تواصلهم القوية ماديا وبشريا ولا سيما لمنع أي تلاعب بالاصوات في ظل قناعتهم بامكانية تحقيق التفوق في عدد الاصوات. واعلنت التيارات الإسلامية تشكيل لجان لمتابعة وحراسة وتأمين الانتخابات بالإضافة إلى وضع "خطة لمقاومة التزوير" في سير العملية الانتخابية. وكانت لجنة الانتخابات الرئاسية اكدت على ضرورة احترام الصمت الانتخابي الذي دخل حيز التنفيذ ظهر اليوم والذي يحظر على المرشحين وأنصارهما الداعية الانتخابية. وكان عدد من خطباء الجمعة قد اخترقوا الصمت الانتخابي وقانون بمنع استعمال المساجد للدعاية وركزوا في خطبهم اليوم على الانتخابات الرئاسية والدعوة لانتخاب مرسى وانتقاد حكم المحكمة الدستورية حسب ما افادت تقارير اخبارية. كما خرجت مسيرات بعد ظهر اليوم في عدد من المحافظات المصرية للتنديد بحكم المحكمة الدستورية برفض عزل احمد شفيق واقرارها حل مجلس العشب المصري الذي تم تشميعه منذ امس بقرار من السلطات.