تعلن اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المصرية بعد ظهر يوم الاحد النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة التي تنافس فيها محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين والمرشح المستقل احمد شفيق وسط اجواء من الترقب والتخوف في الشارع لما ستؤول اليه الاوضاع الامنية بعد هذا الاعلان الذي يقبل كل الاحتمالات. ويعتصم الالاف من انصار الاخوان وحلفائهم في الانتخابات من التيارات الدينية والحركات الشبانية في ميدان التحرير وسط القاهرة وعدد من ميادين المحافظات الاخرى في انظار اعلان "فوز" المرشح مرسي بالرئاسة فيما احتشد ايضا الاف من انصار المرشح المنافس شفيق ومؤيدي "الدولة المدنية" بمدينة نصر بالقاهرة احتجاجا على الضغوط "قوى الاسلام السياسي" على لجنة الانتخابات للدفع نحو نتيجة بعينها. واتخذت السلطات العسكرية اجراءات امنية قصوى وتم نشر قوات مشتركة من الجيش والشرطة امام المنشات الحيوية والمؤسسات العمومية والكنائس والبنوك حسب ما نقلته تقارير صحفية . وكان وزير الداخلية عقد اجتماعا موسعا امس مع قيادات الامن لتفعيل خطة تامين الشوارع في مرحلة ما بعد اعلان النتيجة تحسبا لوقوع مواجهات بين انصار المرشحين تقضي تكثيف التواجد الامني واتخاذ التدابير الاحترازية التي تكفل سرعة ضبط الاوضاع في حالة حدوث اي اعمال فوضى داخل البلاد وذلك بالتنسيق مع القوات المسلحة. و اشار متابعون للوضع الى ان لجنة الانتخابات كانت جاهزة لاعلان النتيجة امس بعد ان انهت التدقيق في عمليات الفرز والفصل في الطعون والتي اسفرت عن فوز محمد مرسي بنسبة 50.6 بالمائة فقط عن منافسه احمد شفيق غير انه تم تاجيل ذلك بطلب من جهات امنية في انتظار تهدئة الاجواء المشحونة في الشارع واستكمال التوافقات بين الجيش وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للاخوان المسلمين حول شكل الحكومة الائتلافية المقبلة ولا سيما الوزارات السيادية وانقاص الضغط الشعبي بشان القرارات المتخذة من قبل المجلس العسكري لتسيير المرحلة المقبلة الى حين وضع الدستور وتنظيم الانتخابات التشريعية المقررة في اخر السنة . وكان المرشح مرسي اجرى حسب ما نقلت تقارير اخبارية مشاورات حول حكومة ائتلافية من المقرر ان يكشف عنها بعد النتيجة الرسمية للانتخابات وتتضمن احتفاظ حزب الحرية والعدالة ب 30 بالمائة من الحقائب الوزارية "الخدمية " فيما يخصص 70بالمائة من الحقائب الاخرى للأحزاب والتكنوقراطيين والحركات الشبانية. ويرجح العديد من الملاحظين امكانية تكليف محمد البردعي بتشكيل الحكومة الائتلافية المقبلة رغم ان نائب رئيس الحرية والعدالة عصام العريان نفى وجود اتصالات مع البرادعي بهذا الشان. وكان البرادعي التقى امس مع قيادات بالمجلس العسكري يعتقد انها تدخل في اطار تفعيل التوافقات حول الأزمة في البلاد عقب انتخابات الرئاسة ومن ذلك امكانية قيامه برئاسة الحكومة. ورغم ان جل التكهنات تميل الى اعلان فوز مرسي ولو بنسبة ضئيلة على حساب شفيق على اعتبار ان اللجنة العليا للانتخابات رفضت جل الطعون المقدمة من هذا الاخير وان ما قبتله لم يؤثر كثيرا على النتيجة التي كانت لصالح مرسي فان بعض الملاحظين يشيرون الى ان الوضع الحالي في مصر وحالة القلق الشعبي والمشاحنات بين فرقين متقاربين من حيث الحشد الجماهيري يبقي التكهنات مفتوحة على كل الاحتمالات .