أكد وزير الطاقة و المناجم و وزير البريد و تكنولوجيات الإعلام و الإتصال بالنيابة، يوسف يوسفي، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أنه سيتم قريبا اطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية الإفريقية لمراقبة الأرض للوقاية من الكوارث الطبيعية و الكوارث الكبرى. و أوضح الوزير في كلمته الإفتتاحية للدورة العادية الخامسة لمجلس ادارة المركز الإفريقي لعلوم و تكنولوجيات الفضاء الذي احتضنته الجزائر أنه "سيتم قريبا اطلاق كوكبة من سواتل افريقية لمراقبة الارض بمشاركة كل من الجزائر و جنوب افريقيا و نيجيريا و كينيا". وستسمح هذه الاقمار الصناعية —يضيف الوزير— بتعزيز امكانيات الوقاية من الكوارث الطبيعية و المخاطر الكبرى و تسييرها". و قد حرص المجتمع الدولي على ايجاد حلول لاشكالية الكوارث الطبيعية مثل الزلازل و حرائق الغابات و الفيضانات و الجراد و غيرها كما تم وضع برنامج على مستوى الاممالمتحدة حول استعمال المعلومة الفضائية في تسيير الكوارث الكبرى و الحالات الإستعجالية. وفي هذا الإطار، أوصى المؤتمر العالمي للتنمية المستدامة (ريو+ 20) المنعقد في ريو دي جانيرو من 20 الى 22 جوان بأهمية استعمال التكنولوجيات الفضائية في تعزيز مسارات التنمية المستدامة بغرض تقليص الفقر و المجاعة و الأوبئة في افريقيا على وجه الخصوص. من جانبها، بذلت الجزائر مجهودات في مجال استعمال أدوات الفضاء للوقاية من هذه الكوارث الطبيعية و تسييرها على المستويين الوطني و شبه الإقليمي. وأشار السيد يوسفي الى الجهود التي بذلتها الجزائر و أهمها التوقيع على اتفاقية شراكة بين الوكالة الفضائية الجزائرية و مكتب النشاطات التابع لمنظمة الأممالمتحدة سنة 2009 و المتضمنة انشاء مكتب دعم اقليمي مقره الجزائر يجمع بلدان شمال افريقيا و بلدان الساحل و ذلك على هامش مؤتمر الريادة الإفريقية الثالث. وأشار وزير البريد و تكنولوجيات الإعلام و الإتصال بالنيابة الى أنه "يكلف هذا المكتب بضمان الإستفادة السريعة من المعطيات عبر الساتل و كذا توفير مساعدة تقنية بغرض التخفيف من أخطار الكوارث". وذكر في نفس السياق أن الجزائر باشرت منذ سنة 2002 تنفيذ برنامج "طموح" يهدف الى تطوير علوم و تكنولوجيات الفضاء و تجسدت أول عملية بإطلاق أول ساتل جزائري لمراقبة الارض (السات-1) الذي يتم استغلاله في مجالات البيئة و تهيئة الإقليم والموارد المائية و السمكية و المنجمية و الفلاحة و السكن و العمران و المواصلات و غيرها من المجالات. كما تم في 12 جويلية 2010 اطلاق قمر صناعي ثان لمراقبة الارض كان ناجحا كما قال، الوزير لانه يتميز بدقة فضائية أفضل من سابقه. و أبدى السيد يوسفي "استعداد" السلطات الجزائرية لتجنيد الوسائل المتوفرة لديها لصالح الدول الإفريقية بغرض "المساهمة في التنمية المستدامة و الإستجابة للإنشغالات الحالية و الحفاظ على ظروف عيش ملائمة للأجيال القادمة". وتهدف الدورة الخامسة العادية لمجلس ادارة المركز الإقليمي الإفريقي لعلوم و تكنولوجيات الفضاء للتعبير عن عزم الجزائر كعضو مؤسس لمجلس ادارة المركز الإقليمي الإفريقي لعلوم و تكنولوجيات الفضاء "المساهمة في التطور العلمي والتكنولوجي للقارة السمراء و ترقية النشاط الفضائي لصالح التنمية المستدامة و تحقيق رفاهية السكان". وقد دعا السيد يوسفي الدول الاعضاء في المركز الاقليمي الإفريقي لعلوم وتكنولوجيات الفضاء الى رفع كل العوائق التي يواجهها هذا المركز و على وجه الخصوص الصعوبات المالية. وأكد الوزير على ان التسوية التدريجية للمشاكل التي يعاني منها المركز ستسمح بضمان استمرارية نشاطه معربا عن "يقينه بان الدول الاعضاء ستسهر خلال الدورة الحالية على رفع كل هذه العوائق لتعزيز نشاط المركز خدمة للقارة السمراء". يذكر أن المركز الذي تعد الجزائر أحد أعضائة المؤسسين تم انشائه في 23 أكتوبر 1998 و يعتبر احد المراكز الجهوية الخمس التابعة للامم المتحدة.