تحتضن الجزائر بين السابع والتاسع ديسمبر القادم من هذه السنة المؤتمر الإفريقي الثالث حول استعمال العلوم وتكنولوجيات الفضاء في التنمية المستدامة، وهو المؤتمر الثالث من نوعه بعد ذاك المنعقد بكل من نيجيريا وجنوب إفريقيا في 2005 و2007 على التوالي، ويأتي لقاء الجزائر الذي تشرف على تنظيمه الوكالة الفضائية الجزائرية بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة للفضاء الخارجي، للوقوف على وتيرة تطبيق التوصيات المنبثقة عن لقاء نيجيريا وجنوب إفريقيا وتقييمها، وضمان استمرار التعاون البين إفريقي في مجال التكنولوجيا واستعمال الفضاء لأغراض التنمية وتدعيمه. وحدد المؤتمر الإفريقي حول استعمال العلوم وتكنولوجيات الفضاء لصالح التنمية المستدامة الذي ستحتضنه الجزائر منتصف الشهر القادم، مجموعة من الأهداف الموضوعية التي ترمي إلى تحسين مستوى معيشة سكان القارة الإفريقية ومسح الأراضي والوقاية من الكوارث الطبيعية انطلاقا من تقنيات الفضاء والعلوم المرتبطة بها. وتتلخص هذه الأهداف في خلق منتدى إفريقي لتبادل الأفكار حول تأثير تكنولوجيات الفضاء على التنمية المستدامة للقارة الإفريقية، وتحديد إمكانيات التعاون في هذا المجال وتدعيم الإمكانيات ووسائل التعاون للاستجابة للاحتياجات المحددة، وضبط الاحتياجات المشتركة والوسائل التي من شأنها الرفع من مستوى المشاركة الإفريقية في المنتديات العالمية المنظمة حول الفضاء، منها مجموعة مراقبة الأرض "جيو" ولجنة الأقمار الصناعية المراقبة للأرض "جيوس" ولجنة الأممالمتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي لأغراض سلمية، بالإضافة إلى وضع مجموعة من النشاطات والمشاريع الملموسة الموضوعة للتجسيد خلال المرحلة الدورية للمؤتمر الإفريقي المذكور على مدى سنتين. وحسب الوكالة الفضائية الجزائرية، فإن الانطلاق في تنظيم هذا المؤتمر الإفريقي المتخصص الذي ستحتضن الجزائر طبعته الثالثة، كان على هامش اجتماع الدورة السابعة والأربعين للجنة الأممالمتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي لأغراض سلمية، المنعقد في جوان 2004 بفينا، وهذا بعد اتفاق كل من الجزائر، جنوب إفريقيا ونيجيريا على تنظيم مؤتمر إفريقي حول استعمال العلوم وتكنولوجيات الفضاء لصالح التنمية المستدامة، وقد احتضنت العاصمة النيجيرية ابوجا، الطبعة الأولى في نوفمبر 2005، واحتضنت جنوب إفريقيا الطبعة الثانية في أكتوبر 2007، وقد سمح اللقاءان المذكوران بتحديد مجموعة من التوصيات حول الأولوية التي تكتسيها مسألة تنمية الإمكانيات في مجال حق الفضاء، والاستراتيجيات الإفريقية المرتبطة بالتكيف مع التغيرات المناخية، وخلق مجتمع إفريقي في علم الفلك. كما تهدف هذه المبادرة الإفريقية إلى تحسيس الهيئات والمؤسسات الإفريقية حول أهمية العلوم وتكنولوجيات الفضاء من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في إفريقيا، وهي تشكل منتدى منتظما يعقد كل سنتين لتبادل التجارب وتدعيم التعاون بين الدول الإفريقية في مجال التنمية وتكنولوجيات الفضاء. ويعطي المؤتمر لصناع القرار والمختصين في مجال النشاطات الفضائية، فرصة التباحث ومناقشة مختلف المسائل المرتبطة بالتنمية المستدامة في القارة الإفريقية، وسيتم التأكيد على ضرورة وأهمية تبادل التجارب وتدعيم الإمكانيات ومشاركة الدول الإفريقية في المشاريع المشتركة ذات المنفعة المشتركة.