شكل عزل فرنسا على المستوى الدولي خلال حرب التحرير الوطني (1954-1962) و كسب الرأي العام الدولي "لقضيتنا" "عنصرا مهما" لإستقلال الجزائر حسبما أكده يوم الأربعاء بالجزائر الناطق الرسمي السابق للوفد الجزائري في إتفاقيات إيفيان رضا مالك. في مداخلة له خلال ندوة متبوعة بنقاش بمقر وزارة الشؤون الخارجية حول "دور الدبلوماسية الجزائرية خلال حرب التحرير الوطني" أوضح رضا مالك أن "عزل فرنسا على المستوى الدولي و كسب دعم الرأي العام الدولي كان حاسما لإستقلال الجزائر". و أضاف أنه كان من الضروري إستقطاب إهتمام العالم بأسره لتسوية قضية الجزائريين و وضع حد لأطول شكل من الإستعمار في العالم. و قال رضا مالك أنه خلال تلك الحقبة تمكن الجزائريون من التمييز بين مكونات الشعب الفرنسي التي كانت تضم آلاف المتعاطفين الذين ساهمو بشكل كبير في الثورة الجزائرية لاسيما شبكة جانسون. و شكلت السيادة الترابية و الإستقلال الكامل و وحدة الشعب أهم المبادئ الثابتة و الغير قابلة للتفاوض خلال المفاوضات التي قادت الى إستقلال الجزائر. من جانبه اعتبر محمد مشاطي عضو بمجموعة ال22 التي كانت وراء اندلاع ثورة التحرير الوطنية أن الشعب الجزائري كان يعلم أن الفوز على فرنساالمحتلة كان محتم و لا مفر منه. و اضاف مشاطي لدى تقديمه لعرض حول "التحضير لحرب التحرير الوطنية" أن "الفوز على فرنسا كان حتميا و لكن الثورة لم تتم دون تفكير حيث انها كانت نتيجة مشوار طويل من الكفاح تمت مباشرته سنة 1920 في صفوف الحركة الوطنية و توج بإستقلال الجزائر سنة 1962". و أكد أن هذا المشوار الطويل قد مر بعدة مراحل لاسيما نجم شمال افريقيا وحزب الشعب الجزائري و حركة إنتصار الحريات الديمقراطية و المنظمة الخاصة و أخيرا إنشاء اللجنة الثورية للوحدة و العمل التي قررت إطلاق الكفاح المسلح. و اختتم مشاطي عرضه قائلا "لقد تعاقبت الأحداث بسرعة كبيرة و لكن تم تدارك المشاكل التنظيمية بشكل فوري بإنعقاد مؤتمر الصومام سنة 1956".