استذكر مواطنو باتنة يوم الخميس بباتنة وهم يحتفلون بعيد الاستقلال في ذكراه الخمسين أجواء تلك الفرحة العارمة التي عاشوها يوم 5 جويلية 1962 عند الاعلان عن استقلال وطنهم الجزائر . وفي استعراض ضخم فاق فيه عدد المشاركين ال 3 آلاف شخص من مختلف الأعمار أغلبهم من الشباب والأطفال من جيل الاستقلال عادت الذاكرة بالجميع الى ذلك اليوم الأغر عندما خرج كل الجزائريين يعبرون عن فرحتهمم بالاستقلال الذي ضحوا من أجله بالغالي والنفيس وانزعوه انتزاعا من مخالب الاستعمار الدنيئ . ومن أهم ما لفت أنظار تلك الجموع الغفيرة التي اصطفت منذ الصباح الباكر على حافتي "طريق بسكرة" بوسط المدينة ذلك المربع الذي يمثل الفرحة الأولى بالاستقلال حيث زاد الزي التقليدي لتلك الفترة لاسيما البرنوس والشاش والملحفة من أصالة المشهد. أما لوحة المربع الذي مثل الرعيل الأول لمفجري الثورة التحريرية من جبال الأوراس بقيادة مصطفى بن بولعيد فأبكى بعض المجاهدين الذين كانوا في المنصة الشرفية لمتابعة الاستعراض لاسيما أولئك الذين عايشوا الحدث وكانوا من بين المجموعة الأولى التي انطلقت تحت جنح الظلام من دشرة "أولاد موسى" ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 معلنة آنذاك تفجير الثورة على المستعمر. وأعطى الاستعراض الذي ضم 33 مربعا صورة حقيقية عن التحولات التي عاشتها الجزائر منذ سنة 1962 دون أن يغفل مقاومة الشعب الجزائري منذ أن دنس المستعمر أرض الجزائر في 1830 والثورات التي تلت ذلك بلوحات معبرة أبدع في تمثيلها شباب لم يعيشوا الفرحة الأولى للاستقلال لكنهم جسدوها اليوم وهم يحتفلون بذكراها الخمسين . وبدت باتنة يوم الخميس في أبهى حلة بعد أن شهدت تظاهرات متنوعة البارحة الأربعاء ميزتها الحركات الجماعية التي احتضنها الملعب الشرفي لمركب أول نوفمبر 1954 بمشاركة 1.600 طفل لتزين سمائها بعد ذلك بالألعاب النارية التي حملت أشكالها الألوان الوطنية في حين سهر مئات الشباب والعائلات في مسرح الهواء الطلق بحي كشيدة إلى الساعات الأولى من الصباح في سهرة نشطها الشاب قادير الجابوني.